و...ها أنت الآن أمامي
قطعة من نور وبعض من رحيق ملائكه
كل ما يفصلنا ... طاولة يتناثر فوقها
أكواب قهوتنا وركوة حبلى، ومسبحة
ومرمدة، وجبل من السجائر
ووردة صفراء ذبلت بفعل العمر المديد
لا تقحمي عينيك في ملامحي
لا ترتجف شفتيك كطفل مذنب
لا تسقطي من يدك مقصلة الحنين
لا تفرجي ساقيكِ حتى لا يتوقف تدفق الهواء
حول الطاولة يدور قطار ناري بعنف مبهم
ويطلق أبواقه كلما ازداد تلعثم كلماتك
عقلي يأخذني إلى مجاهل لم تصل إليها مخيلتي
فاكون في طائرة تجوب جنات الكون
ولا أرى إلا مسرى نمل يحمل في أشداقه
حبات قمح مسروق
ويجد السير خوفاً من أقدام جند سليمان (ع)
وأكواب قهوتنا التي انهكها الشوق
لدفء شفاهنا
إذن ... أنت هنا
والعالم خارج الباب يأخذ كل
أشكاله الهندسية المبهمة ، وتسيطر فوضى المشاعر ، وحنين يغلفنا حتى يعلق بشحمة الأذن وذكريات تدور في أذهانا بذهول حتى تعلق بجدران المكان
نفس المكان الذي رحت أتلمسه بحاسة الإتجاه اللامدرك عندما أغمضتِ عينيّ برفيف أناملك
يوم أهديتني وردة وقارورة عطر له رنين
ألا زلت هنا ؟
إذن لماذا لا نكور الشمس على شكل برتقاله
أو نعمم نشيد القواقع على صالات الأعراس
انت هنا ؟
نعم ، ها أنت كأجمل انثى فاخره
هل راقبت عينيك جميع ما فوق الطاولة / الجدار
التي تفصل بيننا
هناك مسبحة أقمت على حباتها جميع طقوس الصلاة، ومارست كل تسابيح الرعاة ودندنات الطحالب وموسيقى المواويل الخجوله
لم تقولي شيئاً ... صامتة كإيقاع السٍّعال
لا بأس ... ما زلت امتلك المسدس
والوسادة . والقرابين التي قدمتها في
موتنا السنوي ، أو في زحمة النظرات حين تروح لكي ترى أين المسدس والذخيره
إنه تحت الحصيره
فارحلي إن شئت سيدتي الجميله
إنني ما زلت أملك من حياتي -- ظل عينيك
وبسمتك الأنيقه
والهدايا ، ومفاتيح الغياب ، واراجيح الصغار
ورعشة الحب المقدس
والمسدس ...
فالمسدس فارغ
وأنت في عينيك طلقته الأخيره
الكاتب
يوسف علي.
24/4/2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق