حلم مسروق
عروس في عمر الطفولة ..
ها هي ليان أمام المرآة تتأمل ملامح وجهها الصغير الملطخ بالألوان .
كانت كطفلة تائهة في ثوب لا ينتمي إليها، لم تكن تبتسم كعروس في ليلة زفافها .
بل كانت عيناها تتوسلان نجدة لا تأتي .
وقف الجميع خلفها ، وقفت أمها تمسح دموعها بصمت، بينما الأب كان يستقبل الضيوف ويتحدث عن صفقة رابحة .
لم يسألها عن رأيها في هذا الزواج .
لم يهتموا لدموعها .
فالقرار قد اتخذ ..والمهر قد دفع ..
في ليلة زفافها وجدت نفسها في بيت غير بيت أهلها مع رجل يكبرها بأعوام .
لم تفهم كلماته ولم تستوعب تلميحاته .
كان بيتا واسعا لكنه كان سجنا دون قضبان.
جلست في زاوية الغرفة تعانق لعبتها وتسكنها الرهبة .
ما زلتِ طفلة !
قال لها بضحكة ساخرة ، وهو يراقب ارتجافها الحائرة.
كانت تريد العودة للعب مع صديقاتها في ساحة البيت، أن تستيقظ على صوت أمها وهي تناديها للذهاب للمدرسة قبل أن يفوت الأوان .
مرت الأيام وليان في ذهول وحرمان .
تحولت خلالها إلى ظل باهت لإنسان .
لم تعد تلك الطفلة التي كانت تحلم بأن تكون معلمة .
بل أصبحت امرأة قبل أوانها .
كانت ذات يوم طفلة تحمل بين يديها طفلا .. لم تكن مستعدة أن تكون أماً.
وجدت نفسها زوجة دون اختيار . نظرت بخوف لعيني طفلها.
هل سيكبر ويعيش نفس القصة ؟
هل ستون ابنته عروسة مثلها .
وفي احدى الليالي ، كانت تحدق في المرآة شهدت انكسار روحها ..
رأت امرأة لم تكد تعرفها من قبل .
حملت طفلها وخرجت من ذلك البيت
وقررت أن تكسر ذلك القيد . لن تمنح طفلها حياة لا تليق به .
أرادت أن تكتب نهايتها بيدها لا بأيدي أحد .
سنوات مرت، وقفت ذات صباح أمام فصل جديد مليء بالفتيات الصغيرات
تشرح لهن درسا عن الأحلام عن الحقوق والواجبات وعن زواج القاصرات الذي يجب أن يكون اختيارا لا قيداً .
نظر الجميع إليها بإعجاب فهي عرفت معنى أن يسرق الحلم وعرفت معنى استعادته .
الكاتبة
إكرام التميمي.
1/2/2025