دروب الحياة
يا سائلًا عن دروبِ العمرِ في حَيَرِ
إنَّ الحياةَ لَمَملوءةٌ بالعِبَرِ
فكم رأينا من الأيامِ معجزةً
وكم شهدنا عجائبَ الدهرِ في السِّيَرِ
لا تيأسنَّ إذا ضاقت بك السُّبُلُ
فربَّ ضيقٍ يؤدي نحو مُنفَجَرِ
واصبر فإنَّ مع العُسرِ اليسرَ أتى
وبعد ليلِ الدُّجى يأتي ضياءُ السَّحَرِ
لا تغترر بالمظاهر إن خَدَعتك فقد
يكونُ في باطنِ الأشياءِ ما استَتَرِ
وكن حليمًا إذا ما الناسُ جَهِلوا
فالحِلمُ خيرُ سلاحٍ ضدَّ من غَدَرِ
واعلم بأنَّ الذي يسعى لغايتهِ
سيبلغُ المجدَ يومًا رغم ما حَذِرِ
فالعلمُ نورٌ وتاجٌ فوق هامتنا
به نسير إلى الآفاقِ والقَمَرِ
والجهلُ داءٌ عضالٌ في مجتمعنا
به تضيعُ حياةُ المرءِ في الضَّجَرِ
فاغنم شبابَك واسعَ نحو غايتِكَ
ولا تكن في حياةِ الذُّلِّ كالحَجَرِ
وانظر إلى الكونِ واعتبر من عجائبهِ
ففيه آياتُ ربٍّ جلَّ في القَدَرِ
واعلم بأنَّ الحياةَ الحُرَّةَ شَرَفٌ
فلا تبع نفسَك الغاليةَ بالدُّرَرِ
وكن كريمًا ولا تبخل بما مَلَكَت
فخيرُ مالٍ أتى للناسِ بالثَّمَرِ
واحذر لسانَك أن يجري بما حَرُمَت
فربَّ قولٍ يؤدي نحو مُستَعَرِ
وفي الختامِ أقولُ القولَ مُبتَهِلًا
ربِّ اهدِنا السبلَ الحُسنى بلا ضَرَرِ.
الكاتب
مصطفى رجب
25/1/2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق