(قصة قصيرة)
"خطة مضادة"
لم تشاهد طائرا بهذا الحجم، حتى
ما قرأت عنه في كتب الأساطير كان
أقل بكثير .
حالة من الرعب أصابتها بعدم القدرة
على الكلام ، وبرزت عظام وجهها
بصورة غريبة ، وجحظت عيناها.
رجها أحمد بعنف ملتمسا منها التوضيح
استعملت لغة الإشارة التي برعت في تدريسها ، فهموا أنها تريد ورقة و قلم.
بيد مرتعشة رسمت بمهارة شكل الطائر
جعلت الأشجار تحته متناهية الصغر ، وصورت حشودا من البشر تجري من الخوف و الذعر .
جعلت مخالبه تلتقط سيارة بمقطورتها..!
نقلت إليهم جوا من الرعب ببراعة؛ حيث الشمس تعانق الأرض إيذانا بالرحيل بلونها الدموي والسحب حبلى بمياه الأمطار تحجبها بلون أسود داكن ، ثم تظهر جزءا منها كضوء خجول..!
كتبت تحت الصورة :
فظيع.. مريع.. لعلي قربت إليكم صورته
أشار لها الأب بالنوم ؛ حتى تستعيد عافيتها .
نظرت نحو أمها بعفوية وشرود..!
شعرت الأم بكم الألم ، وصفت لهم
لون العينين ، والدموع التي تختبئ
خلف إرادتها وقوة تحملها ، أدمعت
عيناها قائلة :
هل يعود هذا الطائر؛ ليحلق فوق بيتنا؟
ماذا لو ركل بقدميه جدران البيت وحطمه ؟
اختار بيتنا دون بيوت المدينة وألقى شيئا صغيرا ، لاحظوا الصورة جيدا .
نظروا نحوها وهي تغط في نومها،
أشار لهم أحمد بضرورة الصعود لسطح
البيت ، تساءلوا فيما بينهم عن ضرورة
بحث لا يجدي طالما أن الطائر غادر
ولن يعود.
صعدوا الدرج كطابور نمل ، بهرهم ما وجدوه في أحد الأركان.
هم أحمد برفع الفأس؛ ليقتله لولا صيحات الأم و نداء الأب.
لايدري أحمد لماذا ترددوا وكبلوا يديه؟
كان طائرا صغيرا مخيفا رغم حجمه ، يصدر أصواتا كنعيق البوم ،عيناه واسعتان وبؤبؤها أسودا ،و كان دون ريش ،تبدو عظامه كهيكل متناسق ،
أخذ أحمد صورة للطائر وعاد و هم خلفه يتسابقون في النزول .
تحلقوا حول الهاتف ،حاولوا مقارنة الصغير بالصورة التي رسمتها سارة.
فتحت سارة عينيها ،وقامت تجر قدميها ،انضمت لهم ،تعجبت الصورة
قالت :
إنه مثل الطائر ،يشبهه تماما ،حتما سيكبر ويصبح مرعبا مثله ،وبيتنا
لن يتحمل وجوده..!
بين قتل صغير الطائر والخوف من الانتقام الذي سيزلزل أركان البيت
جلسوا يتشاورون ،وأجمعوا أمرهم
على صنع كمين مزدوج.. صاح أحمد
ونشوة الفرح ترتسم على وجهه:
سننفذه من النقطة صفر..!
عادل عبد الله تهامي السيد علي
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق