التســــــــــوّل
التسوّل ظاهرة...ظاهرُه الإحتياج والخصاصة... وباطنه عقوق وتنكّر و هوان..وهو سلوك يختصر المدد بأيسر السبل...ويستحلّ المال الحرام...الذي يستوطن في القلب الرضوخ لنوازع النفس وقلة حيلتها...وتبسيط آليات التربّح السريع دون جهد وإجهاد...وقد يكون المتسول مجهدا...قد لطمته يد الزمان وركلته أيامها فوجد في التسوّل يدا تُعيله...وترفع عنه كلاكل الحاجة وسطوة الجوع...
ويبقى التسول كظاهرة في حاجة للمعالجة السياسية والمرافقة الإجتماعية...فهو ليس قدرا مسلّطا ...بل هو ظرف محمول على أسبابه...متى إنتقت أسبابه إنتهى وجوده.
مازالت قصة الأرملة المرضعة تحرّكنا...وتدمي قريحتنا...تضامنا على من جارت بها الأيام...أو زلّت بها الأقدام فإقتعدت ثاوية كخرقة بالية أمام احدى المساجد أو الفضاءات التجارية وغيرها تستزيد عن هوانها هوانا...وتستوزر عن أوزارها أوزارا...
المتسول هو ضحية مجتمع طبقي مجحف...لا يعترف بالشريحة الدنيا ويتركها لغوائل الأيام تنهش لحمها ..وتعتركها حالكات الليال من أجل أطفال قصّر...قد تختلف الأسباب لرثاثتهم...من أب متخلّ...أو ضيق. عيشهم...فتسهّل لهم الإرتزاق من العابرين...كل حسب مزاجه...قد يعطف عليها هذا... وقد يدفعها ذاك .
ما جاع إنسان في دول الإسلام الا لتفاوت طبقي مقيت وإجحاف وعدم مساواة...وما نزول فقير للتسوّل الا إعتراف ضمني بدولة غير عادلة...تكيل بمكاييل مختلفة...ليزداد الغني غنى...ويتردّى الفقير في أتون التسوّل والارتزاق من حثالة الآخرين
كفانا الله وإياكم من مرارة الحاجة وشرّ التذلّل والتسوّل.
الكاتب
محمد سليماني.
2/11/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق