قصة قصيرة
" مشاعر "
تلمس وجهها بكفه الصغير ..مرر أصابعه صعودا و هبوطا ، ثم يمينا و يسارا ، وكانت تتابع مايفعل بسعادة و هي تبتسم .
وضع إصبعه الصغير داخل عينها اليمنى بصورة فجائية، فصرخت بصوت جعله يرتعد..!
ابتعد خطوات ، ثم هرول حتى اختفى .
قامت من مكانها تبحث عنه .
دخلت غرفتها و أشعلت الأضواء كلها . تلمست صوت أنفاسه ، و تحركت على أطراف أصابعها ، و فتحت الدولاب الكبير .
أخرجت ملابسها ، و ملابس زوجها ، تحسست أركان الغرفة ، و صعدت على سلم خشبي، تفحصت الأركان فوق الدولاب ، و جثت فوق ركبتيها
و ذراعيها ، و رغم ألمها نظرت تحت السرير .
أرهقها الجهد الذي بذلته؛ فارتمت فوق سريرها تلتمس قسطا من الراحة ، كان
قلبها يخفق بسرعة لم تعهدها ، وجدت
يدا اعتادت ملمسها ، و أصابع تشعل نشوة الحب داخلها تعبث بخصلات شعرها بحنان ، فتحت عينيها و نظرت في عينيه.
حاولت النهوض من مكانها دون جدوى
أشارت إليه ليفعل لها قبلة حياة ؛ حتى
تستعيد نشاط جهازها التنفسي .
تعجب من مرضها الفجائي فاستعاد خطوات الإسعافات الأولية؛حتى نهضت.
أخبرته بما حدث،فتعاونا معا للبحث عنه
دخلا غرفته و بحثا دون جدوى .
كان كقط صغير ، عيونه زرقاء، ووجهه
الأبيض يضج بالدماء ، كان خائفا يترقب .
تحت طاولة الطعام التي هجروها منذ زواجهما ، و استعاضا عنها بالطبلية التي
ورثها عن والده.
وجهه تحول للون الأصفر ، فقد حيويته و أصبح قلبه ينبض بشدة ، و يداه الصغيرتان ترتعدان رغم حرارة الطقس.
سحبته يد الأب بمودة ، وتلاقت مع يد الأم التي كادت تحترق خوفا عليه.
جلس الصغير بينهما كفأر يتحين فرصة
للهروب ، قبلته بعاطفة الأمومة حتى هدأ ، و ربت الأب على ظهره بحنان لم
يعهده حتى ابتسم .
أحضر الأب هاتفه المحمول و أخذ سيلفي للذكرى..!
نشرها على صفحته التي تحتوي آلاف المتابعين .
كانت في اليوم التالي تحمل خبرا صادما عن طائرة مسيرة إنقضاضية استهدفت شقة طبيب يسكن بالضاحية الجنوبية من بيروت.
عادل عبد الله تهامي السيد علي
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق