نبض نخلة: مشاعر//الكاتب عادل عبد الله تهامي

الأربعاء، 6 نوفمبر 2024

مشاعر//الكاتب عادل عبد الله تهامي

 قصة قصيرة


         " مشاعر "


تلمس وجهها بكفه الصغير ..مرر أصابعه صعودا و هبوطا ، ثم يمينا و يسارا ، وكانت تتابع مايفعل بسعادة و هي تبتسم .

وضع إصبعه الصغير داخل عينها اليمنى بصورة فجائية، فصرخت بصوت جعله يرتعد..! 

ابتعد خطوات ، ثم هرول حتى اختفى . 

قامت من مكانها تبحث عنه .

 دخلت غرفتها و أشعلت الأضواء كلها . تلمست صوت أنفاسه ، و تحركت على أطراف أصابعها ، و فتحت الدولاب الكبير . 

أخرجت ملابسها ، و ملابس زوجها ، تحسست أركان الغرفة ، و صعدت على سلم خشبي، تفحصت الأركان فوق الدولاب ، و جثت فوق ركبتيها 

و ذراعيها ، و رغم ألمها نظرت تحت السرير . 

أرهقها الجهد الذي بذلته؛ فارتمت فوق سريرها تلتمس قسطا من الراحة ، كان

قلبها يخفق بسرعة لم تعهدها ، وجدت

يدا اعتادت ملمسها ، و أصابع تشعل نشوة الحب داخلها تعبث بخصلات شعرها بحنان ، فتحت عينيها و نظرت في عينيه. 

حاولت النهوض من مكانها دون جدوى 

أشارت إليه ليفعل لها قبلة حياة ؛ حتى

تستعيد نشاط جهازها التنفسي . 

تعجب من مرضها الفجائي فاستعاد خطوات الإسعافات الأولية؛حتى نهضت.

أخبرته بما حدث،فتعاونا معا للبحث عنه

دخلا غرفته و بحثا دون جدوى . 

 كان كقط صغير ، عيونه زرقاء، ووجهه

الأبيض يضج بالدماء ، كان خائفا يترقب . 

تحت طاولة الطعام التي هجروها منذ زواجهما ، و استعاضا عنها بالطبلية التي

ورثها عن والده. 

وجهه تحول للون الأصفر ، فقد حيويته و أصبح قلبه ينبض بشدة ، و يداه الصغيرتان ترتعدان رغم حرارة الطقس. 

سحبته يد الأب بمودة ، وتلاقت مع يد الأم التي كادت تحترق خوفا عليه. 

جلس الصغير بينهما كفأر يتحين فرصة

للهروب ، قبلته بعاطفة الأمومة حتى هدأ ، و ربت الأب على ظهره بحنان لم 

يعهده حتى ابتسم .

أحضر الأب هاتفه المحمول و أخذ سيلفي للذكرى..!

 نشرها على صفحته التي تحتوي آلاف المتابعين .

كانت في اليوم التالي تحمل خبرا صادما عن طائرة مسيرة إنقضاضية استهدفت شقة طبيب يسكن بالضاحية الجنوبية من بيروت. 


عادل عبد الله تهامي السيد علي

مصر



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وضاع العمر//الكاتب محمد أبو جادالله.

وضاع العمر اشكى لمين وجعى ومفيش  حد خالى سالت القلب عليك قال هتقول منا خالى  سلام لقلب اخذنى الحنين إليه اخدتنى السنين مدريت وضاع العمر على ...