في مثلِ هذا اليوم
عجِبتُ لها تنوي الرَّحيلَ ورائيا
ولم أرتحِلْ عنها ولا كنتُ نائيا
كنِصفين كنَّا ثُمَّ وحَّدَنا الهوى
فذُبنا كما ثلجٌ بماءٍ تماهِيا
فباتَ انفصالُ الماءِ والثَّلجِ مُعجِزاً
فكيفَ ولم نُفصَلْ تُريدُ التَّلاقيا ؟
كأنَّا لِفرطِ الإنسجامِ قصيدةٌ
تفرَّدَ فيها بحرُها والقوافيا
فإنْ نبتعدْ نلقَ التَّخاطُرَ شدَّنا
بحبلٍ به يغدو التَّنائي تدانيا
فأدري وإنْ لم تدرِ بَعدُ بما بها
وتدري وإنْ لم أدرِ بَعدُ بما بيا
وقبلَ سؤالي يشرئِبُّ جوابُها
ويُدرِكُها قبلَ السُّؤالِ جوابيا
وكلُّ شعورٍ خبَّأَته تكتُّماً
تراه على مرآةِ وجهيَ باديا
إذا ما شكَت نقصاً فمنِّي كمالُها
و منها إذا كابدتُ نقصاً كماليا
فإنْ نابَها سُقْمٌ فعندي دواؤُها
وإنْ حلَّ بي داءٌ لديها دوائِيا
فمِنْ قُبلةٍ منِّي يكونُ شِفاؤُها
ومِنْ لمسةٍ منها يتِمُّ شِفائيا
فإنْ تبتسمْ يفترَّ قلبيَ ضاحكاً
وإنْ أجهشَت قلبي تفجَّرَ باكيا
وليس لأنثى مِن حبيبٍ كما لها
وما لرجالِ الأرضِ أنثى كما لِيا
أنا كنزُها الأغلى عليها ومالُها
وكنزي هي الأغلى عليَّ وماليا
كساني وإيَّاها الهوى ثوبَ سُندُسٍ
أيطمحُ مَكسوٌّ ليرجِعَ عاريا ؟؟؟
وحائي دعَتها فاستجابَت ببائِها
فهل باؤُها ترضى انفصالاً وحائيا ؟
فأيُّ الأماني ما قضَت بعدُ وَطرَها
وقد أطبقَت فينا الجفونَ الأمانيا ؟
مسابقة شاعر بغداد الموسم الثالث.
الشاعر
دريد رزق.
27/11/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق