الشيطانة ملك
في أحد الأيام وحينما كنت أقرأ قصة عن الخيال العلمي وجدت نفسي مندمجة كثيراً مع الأحداث ومتعاطفة جداً مع شخصيات القصة
وأكثر شخصية أعجبتني كانت شخصية الشيطانة الطيبة التي جبرها اخوتها الشياطين على التقرب من البشر الضعفاء .. ضعفاء الشخصية وضعفاء العقائد طبعاً ... فقد جبرها اخوتها على نصب الأفخاخ لأولئك البشر الضعفاء
للنيل منهم ومن كل شخص يحاول أن يساعد نفسه على النجاة أو يحاول أن يساعد نفسه على نفسه ..
وبعد عدة ساعات من القراءة أصابني التعب والإرهاق وماشعرت بنفسي كيف غفوت ولكن ....
سرعان ما فتحت عيني.ّ وأنا في شدة الخوف والاندهاش هاهي الشيطانة الطيبة ملك تقترب مني ..لقد نهضت مسرعة وبكل قوتي دفعتها عني وطلبت منها الرحيل قائلة ...
ماالذي أتى بك يا أنت؟ ماذا تريدين مني ؟
قالت : أنا استجبت لك ولندائك لي ألم تطلبين مجيئي إلى هنا ..
_كيف أطلب مجيئك ولماذا ؟
_أنت معجبة بي وقد كنت شديدة التأثر بأحداث القصة لقد شعرت أنك تريدين التحدث معي فأتيت ..
_إليك عني ياشيطانة أنت شيطانة لعينة هل صدقت اني معجبة بك وهل يوجد أصلاً شيطانة طيبة هل تحسبين أني ساذجة لهذه الدرجة ؟
-حسناً أنت لا تريدين محادثتي سوف أرحل وداعاً ..
ناديتها بهدوء -انتظري ياملك
أريد أن أتحدث معك أرجوك انتظري
وبعد أن ابتعدت الشيطانة ملك عدة أمتار وكادت أن تخرج من شرفة الغرفة
توقفت واستدارت بهدوء وقالت أعرف أنك تريدين التحدث معي هيا أخبريني ماذا تريدين ؟
لقد كنت خائفة كثيراً وعلى الرغم من ذلك مددت يدي لمصافحتها وطلبت منها الجلوس
ثم بدأت طرح الأسئلة ؟
-لماذا لا تهربين من اخوتك الشياطين أنت لست مثلهم وهم يجبرونك على أفعال الشر
نظرة لي نظرة استغراب وقالت
-وهل انتم البشر تستطيعون الهروب من بعضكم البعض وهل تستطيعون التحدي وقول كلمة لا في وجه الظلم والكره والإستغلال ؟
-لقد تفاجأت بسؤالها و عجزت عن الإجابة لأن ماتقوله صحيح ورغم ذلك كان لدي فضول لطرح المزيد من الأسئلة
-افرضي أننا لا نستطيع وافرضي أننا ضعفاء ولكن أنت شيطانة وقوية أيضا يمكنك الهروب من اخوتك الشياطين والعيش بعيداً عنهم فلماذا لاتزالين في نفس المكان الذي يعيشون فيه ؟
قالت الشيطانة الذكية : أنا باقية معهم لكي أؤثر عليهم لكي أمنعهم من ارتكاب المزيد من الأذى وقد رأيتني في القصة كيف حاولت جاهدة أن أنقذ بعض الناس من شرهم وأذاهم ولكن الوقت حان لكي تحاولوا أنتم البشر جاء دوركم لكي تنقذوا اخوتكم من شر الطغاة فبرغم أنكم ترون الظلم والظلام يعيثون فساداً هنا وهناك ولكنكم تقفون مكتوفي الأيدي وكأن في اعناقكم أغلالاً
لا تأتون بأية حركة مستسلمين تماماً حتى وإن وصل الأشرار و الطغاة لإغتصاب أوطانكم .. لا ..وفوق ذلك تبررون لأنفسكم أنكم متهاونون و عن واجبكم تجاه اخوتكم متخاذلون فعلا أنتم بشر !!!
أنا ذهلت و خجلت جدا عندما سمعت هذا الكلام قلت لها : أنت محقة فعلا ياملك بكل كلمة قلتها ..
فما رأيك أن نتعاهد اليوم على أن ننشر السلام ونحارب الظلم و الفساد ؟
فجأة تحولت ملك إلى إنسان وقالت هيا معا لنحاول ومنذ اليوم سأحاول أن أكون انسانة ..
-انا أعجبت بك كأنسانة وانت اعجبت بي كشيطاتة ونحن الإثنتان قررنا التمرد والتحرر من كل صفة ومن كل معتقد ومن كل لقب أو عنوان
ليكون عنواننا السلم والسلام ...
وبعد هذه الكلمات الصادقة
فجأة استيقظت من نومي وعرفت أني كنت أحلم !
ياله من حلم تمنيت لو أنه حقيقة
تمنيت لو لم أستيقظ من ذلك المنام ومن يومها وحتى هذا اليوم و أنا أحدث الشيطانة ملك في كل مساء
لعلي أجد لديها اجابات مقنعة لما يدور في رأسي من حزن ويأس وعتب على بني الإنسان ...
الكاتبة
هويدا سقار.
19/10/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق