رحـــلــةقـــطـــار
رحـلت يـومـا بـعـيدا بأمـنـياتـي
في سفرٍ طويلٍ بقطار المسراتِ
فـأذا بـجليسةٍ رافـقـتني سـفري
كانت كنجمةٍ في أفق السماواتِ
نـظرت إلـيهـا بـخلـسـةٍ فـرأيـتُ
جمالاً ووقاراً كأنما سلبني ذاتي
فـرمـقـتها ورمـقـتني فكــان كل
حديـثنا بصمتٍ وتبادل النظراتِ
فتبسمنا لبعضنا وكأنها تصـريحٌ
بـالـكـلامِ مـن مُـقـلنا اللامـعـاتِ
فأخـذني الـحديث معـها وكأني
كنت جـالساً مع احدى الأميراتِ
شيقةً الكلام حين تبعثرُ حروفها
فأستـمـع لـها بـهـدوء وأنـصـاتِ
كأنها تـعزف لحن عودٍ وتـكلمني
بأجـمل الكـلامِ ومخـتلف اللغاتِ
قصُّصت عليها وكـانت تـسمعني
وتقف بمواطن الالم والحسراتِ
فَسردنا لبـعضنا كل ما مر بنا منذ
أيام وشهـورٍ وحـتى منذُ سنواتِ
هـادئـة رائــعــة جــمـيـلة كـانــت
تفيض من مقلتيها دموع حائراتِ
فسـألـتْ عـن الـعـمـر فـقـلـتُ لـهـا
سيدتي مرَّ العمرُ كسحبٍ ماضياتِ
اكـملتُ من الـعمرِ أربـعُ عـقودٍ وأنا
ما بـين طيـشٍ وغـرورٍ ورحــلاتِ
فـتبـسمت وكأنما حل علينا الربيع
بعدشتاءٍ باردٍ يكسو فصلها سباتِ
سألتها عن وجـهتها فقالت شـرقـا
وغـربا فـأني تركت ارضا مقفراتِ
فالجنوب كدرني والشمال قتلني
فأعزب عني لعلي أنسى ذكرياتي
فـأجـهـش روحـها بالـبكاء صـمـتا
يالها من امرأةٍ ترمى لها القبعاتِ
وبينما كنا غارقين في كلامنا واذا
بها تـستعد للـنزول مع السائحاتِ
قلت الى اين فالوقت لم يحن بعد
أهربُ قبل ان نـواجه الـمعضلاتِ
فـهربـت كـما هـربتُ انـا مـن لـقـاء
حلم كانت هي من اجمل اللحظاتِ
الكاتب ️
أَرْكَانُ الْقَرَّهْ لُوسِي .
28/10/2024