نبض نخلة: تدليس//الكاتب عادل عبد الله تهامي

الخميس، 29 أغسطس 2024

تدليس//الكاتب عادل عبد الله تهامي

 (قصة قصيرة)


      " تدليس "


القلعة جنب البحر ، كانت صيحةتحمل معنى غامضا ، ففي القاهرةالقديمة القلعة يطل سطحها على بنايات قديمة

ويعرف أن لها حكاية تاريخية عن مذبحة شهيرة قادها محمد علي ضد المماليك ؛ ليستأثر بالحكم..! 

القلعة التي وجدها ليست بالقاهرة ، فقد

تمكنوا منه بعد أن غيبوا عقله ووضعوا

داخل شرابه منوم جعله في غيبوبة لعدة ساعات كانت كافية بوصوله لأستنبول دون إحداث ضجيج ، هناك وجد نفس القلعة بكامل تفصيلاتها ، ولكنها بجانب البحر بسحره

وجماله اللافت،والمياه تنساب بموجات

متواترة في خليج البوسفور..! 

أخرجوه من التابوت ووضعوا له برنامجا

سياحيا حتى ينسوه تلك الطريقة التي

خلفت جرحا نفسيا بداخله ، ولم تفلح كل التبريرات التي ساقوها في جعله يتقبل الموقف رغم البطولة التي روجوا لها..! 

في الغرف المغلقة عرضوا عليه فيلم تسجيلي تم اعداده بمهارة فائقة ، ظهر 

في الفيديو أجيال من عائلته كان يرى

صورهم يعلوها التراب بفعل الزمن داخل صندوق عتيق عندما ولج غرفة ببدروم عمارة قديمة بوسط القاهرة ، تعجب من وصولهم لتلك التفصيلات ، حتى أنهم نسجوا تاريخ حياته من عصر المماليك وحتى عهد الثورة. 

صور أجداده الألبان ينخرطون في الجيش التركي حتى مثلوا عماد جيش 

سليم الأول وصاحبوا فتوحاته بالشام ومصر. 

ترحم على قنصوة الغوري ، وطومان باي

وأنكر فعل أجداده..! 

أخفاها في نفسه حتى ظنوا أن ما رآه

أثلج صدورهم فمنحوه الثقة الكاملة. 

قال كبيرهم : أنت ألباني تشبعت بالحمية العثمانية وشربت من عائلة 

طالما قدمت لتركيا التضحيات..! 

حين خلا بنفسه اجتاح خياله ذلك التنوع الغريب في تركيبته هو ألباني 

الأصل ، عثماني التربية، مصري العشرة

ينطق العربية بفصاحة ، فلمن ينتمي 

دخلوا عليه دون أن يدري ، وكانوا

يضعونه تحت رقابة الكاميرات التي

زرعوها في كل مكان ، قال أحدهم حين دخل عليه الغرفة: أنت حفيد السلطان عبد الحميد ...!

تساءل عن المغزى وقال في نفسه إنه

شرف ما بعده شرف ، ولكن هل كان جدي ألبانيا ؟!

حالة الإرتباك التي كان عليها كانت ضمن خططهم ، تحدث أحدهم باللغة العبرية

فهم منه كلمة شالوم ، وتعلم تحية الصباح بوكورتوف وتحية المساء عرفتوف ، علم أن العبرية لغة شرقية

مثلها مثل الفارسية ، والعربية والتركية

قال : إنها لمن مشكاة واحدة ، خلقها الله يوم رست سفينة نوح فوق جبل الجودي ، وتبلبلت ألسنة الناس بلغات لا حصر لها. 

نظر للملامح فوجدهم كما قرأ في كتب التاريخ ينحدرون من أبناء نبي الله نوح

ساميون ، فتذكر الأكذوبة التي يروج لها

أصحاب البروتوكولات ؛ ليصبغوا على دمائهم القدسية والنقاء.

عرف أنه سامي إبن سامي من سلسال

سامي..!

لازال السؤال يدور في خلده حتى ساقوه إلى قائدهم الكبير ، لمح خلفه

خريطة تغطي كامل الحائط تظهر المساحة من الخليج إلى المحيط

بلون أزرق سماوي وعليها حروف باللغة

العبرية التي لا يتقنها ، وقال الكبير 

نعلم أنك تتقن التركية وأنت من نسل

السلطان عبد الحميد وورثت عنه دقة

الخط ورونقه ...

نظر نحو الكبير والدهشة تعقد لسانه

قال الكبير وهو يشير نحو موقع المسجد الأقصى : وقع هنا بالتركيةبإسم جدك السلطان..! 

طلب منهم إمهاله حتى يؤدي صلاته 

غاب سجوده حتى قلبوه ..استدعوا الطبيب.. أخبرهم بخروج الروح.. 

قال الكبير : فعلها اللئيم ،علينا إيجاد

البديل بأقصى سرعة..! 


عادل عبد الله تهامي السيد علي

مصر



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خذلان//الكاتبة إكرام التميمي.

 خذلان  عاجزة أنا  عاجزة أنا عن مقارعة الاحزان عن رسم خريطة الوطن بكل الألوان .. عن إدراك ماهية الخذلان ..  عاجزة أنا ..  عن لملمة أوراق الن...