نبض نخلة: لماذا لا يقاتل الأسود//الكاتب عادل عبد الله تهامي

الخميس، 29 أغسطس 2024

لماذا لا يقاتل الأسود//الكاتب عادل عبد الله تهامي

 (قصة قصيرة)


لماذا لا يقاتل الأسود؟!


يحمل أخاه جثة ولا يدري ماذا يفعل حتى يرى الغراب ينبش في الأرض ويدفن أخاه..!

خاطبه العقرب وهو يلوي ذيله بلغة

لم يستصغها، فهم بقتله لولا أنه تذكر

الفيل الذي يدعمه ،فتصنع عدم فهم 

المقصد ..!

نظر نحو جيش جرار من أسرته من الأسود وأشبالهم ،ونظر في فضاء المكان

الفسيح وهو يتابع سموق الجبال حتى

تلامس صفحة السماء والسهول والوديان تبدو على البعد ،بينما كانت البحار والأنهار كخيوط رفيعة ممتدة .

العقرب تطاول حتى لامس ذيله صفحة

وجهه فسرى السم الزعاف لولا الأسد العجوز الذى أمده بالترياق فكتبت له النجاه ..!

حين يأتي الفيل الضخم في لفيف من قطيع لا أول له ولا آخر ينكمش الأسود 

كل في عرينه مؤثرين السلامة فلازالت

التجربة المريرة لملكهم حين حمله الفيل بخرطومه وإعتصر جسده دون رحمة ثم ألقى به من أعلى الجبل فقضى نحبه

ومن يومها والأسود يطأطئون الرأس

ويغلقون عليهم أبوابهم ..!

سأل الشبل أباه :

يضربون المثل بقوتنا المفرطة ، وبشجاعتنا التي لا مثيل لها ؛ فلماذا هذا

الخضوع لسلطةالفيل ؟!

ربت الأب على كتف الإبن وهو يحاول

إخفاء دمعة خجلى دون أن يتكلم .

ألح الشبل على أبيه أن يفسر له لغزا لا يفهمه ولا يطيق الحياة على هذا النحو 

المذل.

وحين يأس ..خرج في ثورة مع أشبال 

لديهم حماس ونخوة ،واقتربوا من بيت

الفيل ،وأخذوا في الزئير حتى يخرج إليهم بعجرفته ويلقي بسخريته كما يفعل مع أبائهم ولكن الصمت عم المكان 

حتى ظن الأشبال أن البيت خلا من ساكنيه .

كان السياج المحيط بالبيت عاليا ، والأبواب من الفولاذ التي يصعب 

إختراقها .

 الفيل داخل البيت يبحث مع معاونيه

ما حدث من جرأة الأشبال وحماسهم

الزائد فتمخض الإجتماع عن خطة هجوم شاملة للقضاء على كل شيء

كانت الأسود الكبيرة في نومتها التي

طالت حين قدم حشد الفيلة يزلزلون الأرض ويثيرون الغبار في السماء ،و

تعلو صيحاتهم بالتهديد والوعيد حتى

أغلق الأسود أبوابهم مؤثرين السلامة 

ولكن الفيلة حطموا البيوت فوق ساكنيها ، حتى تناثرت الجثث واختلطت الدماء بتراب الأرض

قاوم الأشبال قدر مايستطيعون حتى

خضبت دماؤهم الأرض ، وكان قتالهم

صورة أرهبت جيش الفيلة فتراجعوا وهم يتابعون فيلهم القائد صريعا..!

الدمار في أرض الأسود والفيلة يعودون

من حيث أتوا .

نظر لأبيه ونظرة العتاب تغلف المشهد 

فأدرك الأب المغزى فمنذ سنوات لم ير 

إنكسار الفيلة ..!


عادل عبد الله تهامي السيد علي

مصر



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رفقا بالقوارير// الكاتبة إكرام التميمي.

رفقا بالقوارير  واستوصوا بالنساء خيرا ..  هذا قول رسولنا وحبينا  احجلالا لمكانتها العالية  فكفاكم استعلاء أيها الرجال ..   كفاكم قهرا للنساء...