نبض نخلة: الإسراف والتبذير//الكاتب محمد سليماني

السبت، 24 أغسطس 2024

الإسراف والتبذير//الكاتب محمد سليماني

 الاسراف والتبذير


يعتبر الاعتدال في الانفاق من معالم الإعجاز الاقتصادي في الحياة ...وقد حثنا القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة عنه . فهو نظام الأولويات... وحسن الانفاق والتدبّر والاتزان.. 

فيكون الانفاق طبقاً للأولويات، ومنع الانفاق في المجالات الثانوية على حساب المجالات الضرورية ذات الأولوية. كما أن الانفاق مقترن بالطيبات..في سبيل الله...لا يدخل في باب التبذير والافراط والافساد..وقد حثنا الله على الانفاق بقدر...وعدم الإمساك والشح والمنع...وقال جل من قائل.

– { وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا } (الإسراء: 29).

– { وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا } (الفرقان: 67).

– { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } (آل عمران: 147)

ففي الاسراف والتبذير تجاوز الحد في المال. وفي الامساك والمنع مفسدة للأخلاق وعدم الإيثار...وعلى المؤمن أن يكون معتدلا...اتزانا وموازنة...تعميما للمصلحة المجتمعية التي تصدّ إهدار للموارد...وتمنعه...وتوصي بعدم التماهي في التبذير والاحتكام للنص القرآني وسنة نبيه التي تدفع النفس للاستقامة وتحريرها من غوائل الجشع..ببذلها في سبيل خلق روح التعاون بإخراج الزكاة ونصابها..بما يرضي ربه...

ويقول رسول الله (ﷺ):

– “كُلُوا، وتَصدَّقوا، والبَسُوا، ما لم يُخالِطْه اسرافٍ ولا مَخِيلَةٌ“

– “لا تزولُ قَدَما عبد يوم القيامةِ حتى يُسأل عن عمرِه فيما أفناه، وعن عِلمِه ماذا فعل، وعن مالهِ من أين اكتسبه، وفيم أنفقه، وعن جِسمِه فيم أبلاه”.

– كما أن الشح والتقتير أيضاً له نتائج سلبية؛ فالإسلام دين يعمل على إيجاد التوازن في الانفاق بين الإسراف من ناحية، والشح والتقتير من ناحية اخرى.

 ويعتبر التبذير أشد خطورة من الإسراف؛ لأن الإسراف هو: صرف الشيء فيما ينبغي زائداً على ما ينبغي، أما التبذير فإنه: صرف الشيء فيما لا ينبغي.

يقول الله عز وجل:

– { وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا، إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا } (الإسراء:)

– { كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي ۖ وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ﴾ (طه:81).

– { فخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ ۖ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ⁕

ويستنبط من هذه الآيات الكريمة ما يلي:

– تحريم الإنفاق الترفي الذي يخرج عن دائرة المصلحة، وقد ينحرف إلى دائرة التبذير

– من واجب الدولة التدخل للحد من الإنفاق الاستفزازي؛ الذي يزرع الحقد في الصدور.

وعليه؛ فإن التبذير أشد خطورة من الإسراف؛ لأنه يرتبط بنوعية المنتجات؛ ويعتبر الإنفاق الصدقي من العوامل التي تجعل الإنفاق يخرج عن دائرة التبذير. 


الكاتب 

محمد سليماني.

24/8/2024‪



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خذلان//الكاتبة إكرام التميمي.

 خذلان  عاجزة أنا  عاجزة أنا عن مقارعة الاحزان عن رسم خريطة الوطن بكل الألوان .. عن إدراك ماهية الخذلان ..  عاجزة أنا ..  عن لملمة أوراق الن...