"قصة قصيرة"
(جلطة)
تحرك القلم طبقا للمسار الإعتيادي ، توقف فجأة دون سبب ..!
راجعت تاريخ الصلاحية للمداد
فوق العبوة ، وقرأت إسم بلد الصنع
عدت إلى قصاصات الورق القديمة
في أدراج مكتبتي، وجدت حبرها
برونقه وزهوه ، طالعت مقدمة الصفحة
فوجدتها بتاريخ مر عليه عشرون عاما.
شعرت بوخزة بالجانب الأيسر من الصدر
، أكملت رشفات القهوة، ونفثت دخان سيجاري الفاخر .
ركنت رأسي على ظهرالكرسي العتيق لجدي الثالث ، غبت عن عالمي حتى أيقظتني حفيدتي، أخذت في محاولاتها تهز الكرسي الضخم، و لكنها أيقنت أن أناملها الصغيرة أضعف من تحريك مقعدي، أو إيصال رسالة بأنها تريد إيقاظي، وجدتها تجلس على فخذي ، وتشد خصلات شعر ذقني ، وتجذب شاربي من طرفيه، ثم تقبلني بين شفتي ، كنت يقظا حتى تابعت بلذة غريبة كل محاولاتها البريئة ، فتحت بيديها الناعمتين حدقتي عيناي ، ونظرت إلى داخل إتساعهما ثم قالت:
لم تكمل حدوتتي ..!
عبثا حاولت التذكر ، فقلت :
ذكريني بآخر كلماتي .
قالت : حبسوا الأسود في أقفاص من الفولاذ ، وسحقوا هامات الأبقار ، وأردفت بتساؤل :
مال الأسود و الأبقار يا جدي ؟!
ومن هم الذين قيدوا الأسود ؟!
أليست الأسود ملوك الغابة وحكامها..!
قبلتها على ثغرها العذب ، ولثمت جبينها الغض وضحكت فقالت:
مال ضحكتك حزينة ، وابتسامتك خافتة كرماد النار حين تخبو ..!
عادل عبد الله تهامي السيد علي
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق