كَمْ تَلَاشَتْ مَعَكَ الْحَيَاةُ
وَكَمْ ذَاقَ التُّرَابُ مِنْ أَضْلَعَكَ
هَلْ ضَمُّكَ فَقْرُ الْبَشَرِ
هَلْ أَهْرَمُكَ خِذْلَانُ مَنْ كَانَ مَعَكَ
كَيْفَ خُلَقْتَ مِنَ التُّرَابِ وَبَقَى مَعَكَ
أَلَمْ يَعِزَ عَلَى الِانْظَارِ كَثْرَةَ مَدْمَعِكَ ؟!
أَلَمْ تَرَى الْعُيُونَ مَا أَوْحَى بِهِ الْقَلْبُ الَّذِي أَوْجَعَكَ ؟!
هَلْ غَابَ الضَّمِيرُ مَعَ الْفَقِيرِ
وَتَعَلَّقَتْ تِلْكَ الْأَيَادِي بِطَعْمِ الطِّينِ؟!
هَلْ دُّمُوعُ الْكَدُّ مِنَ الْجَبِينِ
قَدْ خَلَقْتَ مَعَكَ ...
كَمْ هَزْنِي عَبَثُ الْحَيَاةِ بِرِضًا تَلَعْثَمَتْ فِيهِ الْيَدَيْنِ
كَمْ تَصْغُرُ الدُّنْيَا بِعَيْنِي عِنْدَ إِذْلَالِ الرِّجَالِ بِالْأَلَمِ
كَمْ تَصْغَرُ كُلُّ الْأَمَاكِنِ الَّتِي تَحْتَوِي غِنَى لَيْتَهِ كَانَ يَنْدَهِكُ
كَمْ تَصْغُرُ الْأَوْطَانُ فِي مَنْظَرٍ مِثْلِ مَنْ تَاهُوا بِكَ أَوْ تَاهُوا مَعَكَ
خِذَلَانٌ لَا يُسْتَهَانُ بِهِ حِينَ الرِّجَالِ تَعْرَى
وَالشَّيْبُ مَعَ الْخُيُوطِ قَدْ ضَاقَ مَعَكُ
لِتُرْسِلَ الْآهَاتُ الْمُخِيفَةُ إِلَى السَّمَوَاتِ
لِتُصْبِحَ كُلُّ أَصْوَاتِ الْغِنَاءِ تَرَاتِيلَ دُعَاءٍ
لِتَذْهَبَ كُلُّ الْقَضَايَا إِلَى مَدَافِنِ التَّارِيخِ
حِينَ تَسْمَعُ
لِيَرْجِعَ الصَّبَيْنِ إِلَى بُطُونِ الْأُمَّهَاتِ خَوَفَاًمِنَ الْإِذْلَالِ الَّذِي احْتَوَاكَ بِلَا حَيَاءٍ
لِتَسْجُدَ كُلُّ الْأُمَّهَاتِ رَحْمَاكَ رَبِّي نَحْنُ مَعَكَ
لِيَذْهَبَ التَّارِيخُ إِلَى الْمُحِيطِ حَامِلًا قَضِيَّةً لَا غَيْرَ الْإِنْسَانِيَّةِ تِلْكَ الْهُوِيَّةِ بِلَا رِجَالٍ وَلَا صِفَاتٍ وَلَا عُنْوَانٍ قَدْ ضَاعَتْ مَعَكَ
رُحْمَاكَ رَبِّي مَتَى يَنْتَهِي كِبْرِيَاءِ الرِّجَالِ
تَسْقُطُ آخِرَ ثِمَارِ الطُّفُولَةِ وَتُصْبِحُ وُجُوهُ النِّسَاءِ فِي الْأَرْضِ تَلْعَنُ الْإِحْسَاسَ
الَّذِي أَسْقَطَ مِرْآةَ الْكَرَامَةِ وَانْدَثَرَ
وَأَصْبَحَتْ فِيهِ الْحَيَاةُ بِلَا امَّانِيٍّ وَلَا أَحْلَامٍ وَلَا بَشَرٍ
الكاتبة
إبتسام فندي.
7/6/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق