المشي على حافة الوجع
أتعرفُ كيفَ تسافرُ في مدارِ الروحِ...؟
كيفَ تشقُّ لكَ قنطرةً من بكاءٍ بين حواري القلب، ودهاليزه المعتمة المكتظة بالآهِ والآيلةِ للسقوط من كتمانِ الأنين.
أتعرفُ كيفَ تمشي بحذرٍ على حوافي الوجع فلا تدوسُ سهواً على جرحٍ قديمٍ متعفنٍ فينفجر بكل قيحهِ ودمائهِ على وجهكَ المجهد من فرط الحنين.
اتعرفُ كيف تصحو دون ان تكون منهكاً من مطاردةٍ بائسةٍ في حلمٍ كئيبٍ لايفارقُ مخيلتك.
لإجتياز النسيان... ولا النسيان يجتازنا... كل منا يترصدُ الاخر بحذر خوفاً من أن يهدأ قلبه
لافرصة لننام بهدوء في هدنة لوقف جريان التوق
نمشي على حوافي القلب مترعين بالصبوة،مشبعين بالوله، محملين باطنان من البكاء،المتحجر عند مآقينا التي اعياها ترقب طريق اللهفة،علَّه يحمل بشارات العودة فيرتد القلب إلينا بصيراً
بين الاف من الحكايات تظل حكايتنا الوحيدة المبتورة من منتصف الحلم، المؤودة عند اختلاجة القلب الاولى.
كل مواعيد الرحيل قد أُجلت بانتظار تتمة الحكاية التي لازالتْ مبعثرةً بين ردهات الحنين
اشفقُ عليك كلما زارني طيفك، واشفق عليِّ كلما خلوت الى ركن قلبي لاتذكرك أتُراك تحتمل أنين الوحدة واحتضارات الرحيل مثلي، تسكب عبرتك على مناديل قد طالها النسيان حتى جفَّ عطرُ الورد منها، فأمستْ ذابلةً من الشوق.
أتُراك تعيد خياطة ثوبِ الشوقِ بأبر الندم فلا يزيدها رتقك الا إهتراء.
أتعرف كيف تضعُ تتمةً لكل هذا التوهان الذي،يعترينا،فتعتذر للشوق وتعتذر للدمع،وتعتذر للحظات الاشتياق،وتقف صلباً لتقطع حبل مشيمتنا،وتنهي كل هذا الارتباط الجنيني.
يبدو مُؤلماً كل هذا الوداع الذي يستمر في دواخلنا ولا نعرف متى ينتهي .
أتعرف كيف تفلت يدي؟...وتنسى صوتي،وتنزع اصابعك من خصل شعري،وتغسل رائحة حبي من ثيابك،وأن تغادرني دون أن تتعثر بي؟
واذا عرفت...!
هل لك ان تعلمني.....؟!
الكاتبة
أم ميسم.
12/6/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق