العمل وظاهرة التسول
هل التسول ظاهرة مرضية ؟
يمر البعض منا في حالة من القلق والتوتر بسبب ضيق العيش والفقر وربما يعيش حياة صعبة في مرحلة ما من مراحل حياته المليئة بالتحديات والمفاجآت التي يصعب عليه التعايش معها فيشعر حينها بالإحباط يحيط به من كل جانب
فهو لا يستطيع تلبية حاجات أبناءه ولا حتى حاجاته ورغباته لكنه قد يتناسى رغباته وحاجاته لكنه يتذكر فقط حاجات أبناءه ورغباتهم ..
فيخجل من نفسه أنه لا يستطيع تلبية حاجاتهم البسيطة والضرورية منها على الأقل .
فيصبح ضحية للأفكار والوساوس التي تنغص عليه حياته ومعيشته فيغدو الأمر صعبا عليه تقبله :
فأطفاله جياع .
ملابسهم رثة
وكرامتهم مهدورة .
والطعام لا يسد رمقهم هذا أن وجد .
ووجبات دسمة تهدر هنا وهناك في بعض البيوت الفارهة .
وهذا بحد ذاته كفيل أن يشعره بعجزه أمام أطفاله وأمام نفسه .
وبالتالي فإنه يجد نفسه أمام خطر يهدد وجوده ووجود أبناءه .
ناهيك عن متطلبات زوجته التي لا تنتهي ..
وفي الحقيقة بعضنا واجه مثل هذه المتطلبات .
ولكنه بحكمته وقدرته على معالجة الأمور استطاع وبمساعدة زوجته أن يتغلبوا على ظروف المعيشة الصعبة .
إلا أن البعض من فئات المجتمع قد لا تستطيع التغلب على هذا العجز أو التأقلم عليه في ظل تلك الظروف المعيشية الصعبة .
فيلجأ لأمور أخرى لحل مشكلته بأن يتسول الناس . بداية يرى الأمر صعبا أن يمد يده للآخرين .
فنجده يظهر عجزه بالقول والحديث عن ذلك في مناسبات وأماكن عده كي يثير شفقة الآخرين .
فإن وجد تجاوبا من الآخر تمادى الأمر إلى أكثر من ذلك حتى يصبح الأمر اعتياديا .
ويصبح التسول أمراً سهلا عليه .
ونحن كأفراد ومجتمع مسؤولين عن تطور الحالة لتصبح مرضا نفسيا بعد أن كانت حاجة ملحة .
فكيف نتخلص من هذا العرض ..!؟
علينا أن نعرف أعراض هذا المرض ومسبباته ..
وبعد تحديد تلك الأعراض والوقوف على أسبابه نلجأ لإيجاد الحلول الرادعة لمثل تلك الظاهرة . وذلك من خلال . .
أ- توعية الفرد بخطورة هذه الظاهرة عليه وعلى المجتمع .
٢- منح الشخص الثقة بالنفس على انه قادر على مواجهة المواقف والتحديات التي يمر بها بطرق إيجابية .
٣- الشروع بخطوات علاجية ناجحة وفعالة للحد من هذه الظاهره .
٤- إشراك الجهات المعنية بتوفير الفرص الوظيفية للشباب والأفراد العاطلين عن العمل .
٥- يجب على الفرد المبادرة بالتفكير لإيجاد حلول ناجعة وذلك لأنه الاقدر على ذلك اكثر من غيره ،وجعل الفرد مشاركا في إيجاد الحلول وبالتالي يصبح العمل على تنفيذها بطريقة سليمة ." فالإرادة هي نصف الطريق إلى العلاج ."
٦-التقبل والرضى بما قسم الله له . والتحلي بالصبر والثبات واللجوء إلى الله وحده.
٧- عدم اللجوء إلى حلول سهلة لا تحمد عقباها .
كالتسول أو الاختلاس من الأموال العامة أو السرقة .
وبتدارك الأمر علينا أن نتعايش مع الأمر كل حسب قدراته وإمكانياته .
وفي الختام علينا أن ندرك أننا لدينا طاقات هائلة وكامنة نستطيع أن نكتشفها ونوظفها في حياتنا فلا شيء مستحيل مع الإرادة القوية .
قال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ..}
الكاتبة
إكرام التميمي.
1/6/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق