قريتي كما لم تكن
كانت بيوت قريتي مصنوعة من الطين ولها أسطح مغطاة بالقش ومنها
تفوح رائحة الخبزالطازج ومثلها كانت بيت عائلتي غرفتان متواجهتان ومطبخ
وكان بهم ملحق غرف صغيرة للطيور وللماشية وكانت جدتي شديدة الحرص
على نظافة الغرف فكانت تصول وتجول ومن باب المزح كان عمي يطارد الدجاج
ليلا من الغرفة لكي يجد أين ينام نعم كانت البساطة والطرافة
و كانت طرقات القرية الضيقة تحدها من الجانبين أرض زراعية على مدد الشوف فلا يقطعها إلا الفلاحون سيرا على الأقدام أو فوق دوابهم، وفيها كانت تساق الماشية إلى الحقول ذهابا وإيابا
إلى أن بدأ جزء من البيت ينهار ثم تداعت باقي البيوت وشيدنا بيت شبه حديث هذا ما بقي من الذكريات الجميلة
أقول مضت سنوات عديدة وكأنني في غيبوبة تحسن فيها الوضع الاجتماعي لقريتي الصغيرة
وكأنني ظللت طريقها وتبدلت ملامحها بالكامل فلا احتفظت ببكارتها ولا صارت نسخة لبعض المدن ففي الأخير حيز يسمح بأبنية وزحام أما في قريتي الصغيرة فلا. أخلت الأرض الزراعية على جانبي الطريق مكانها لمبانٍ خرسانية عالية، وحفر مجرى الطريق بكل أنواع وسائل النقل والمواصلات
قريتي كما لم تكن.
الكاتب
محمد الرقيق
18/5/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق