عالم أحمق
عالمنا اليوم يعيش مفترق طريق صعب لم تشهد الإنسانية عبر تاريخها له مثيلا. فالقسوة بين العباد أخذت مناحي خطيرة جدا: الأبناء يعقون آباءهم وأمهاتهم، والآباء قبل ذلك عقوا أبناءهم؛ أزواج جمعتهم الاحقاد أكثر مما جمعتهم المودة والرحمة؛ شعوب تباد والكل اعتاد المشهد؛ أناس تشرد وتموت جوعا وأخرى تموت من التخمة؛ أطفال، نساء، شيوخ، أبرياء تنتزع كل حقوقهم في الحياة والعيش الكريم تحت مسميات عديدة وكثيرة.
نحن فعلا نعيش في عالم أحمق:
رحماك رب العباد..
من غيرك للمستضعفين ناصرا؟..
ومن سواك بهم رحيما؟..
ومن للطغاة غيرك مُهْلِكا؟..
ضاقت أرضنا ظلما وهوانا..
تنافر .. هَرْجٌ .. تباغض..
قطيعة.. ق.ت.لٌ.. تدمير ..
أنانية.. مصالح شخصية..
أُسَرٌ ممزقة.. أطفال مشردون..
بيوت مهدمة.. ومساجد..
ومستشفيات بالأرض سُوِّيت..
مواطنٌ جيبه بلهيب الغلاء احترق..
والاستغلال والطغيان دمه مجّ..
عالم إنسانيته انتحرت..
قانون الغاب يحكمه..
والرحمة عنه انفصلت..
ندعوك رحمانا رحيما..
بأسمائك وصفاتك العلا..
أن انشر سحائب رحماتك..
على قلوبٍ بالشر تحجرت..
وبأدران القساوة اتسخت..
عَلَّها رحمات بها تُسْقى..
ومن نعيم الحب والتراحم تنهل..
وللإنسانية المجيدة تؤوب وترجع..
ورحمة بين القلوب تألف.
ويبقى الأمل في رب كريم رحيم لكي تزهر الانسانية من جديد بداخل بني البشر وتعود لفطرتها السوية السليمة.
الكاتب
عبد الغني أبو إيمان.
25/05/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق