يبتسمون لك، يُعانقون اهتمامك بفضول، يوقدون من نظرتك إليهم جذوة السعادة والفرح... يزرعون خوفهم عليك في ملامح وجوههم وتفاصيل حديثهم، يُحرّضونك على الانتباه والحذر ممن حولك ، وينصحون لك بالحيطة والفطنة وكل مامن شأنه أن يجعلك فريسة طيبتك وحسن ظنك بالآخرين..
ينفخون على رغوة غضبك،ويُليِّفون بها صدور الغائبين..ويتركون مقامع الآذان للريح، وهي تهرول بين الأجساد..
يُدثّرونك بثيابهم ويُقدِّمونك عليهم في معاطف المُباهاةِ، ويَرشُّون عليك عطر الضيافة قبل أن يُهدوك ذاكرة سَهو بلا أجل.. ويخرجون عليك يوم زينتك بلا سحر، لترى حبال ألسنتهم تلقّفُ أشلاء جسدك الممزّق بسياطها... ويبيعون نزيفَك طلاءً رخيصًا للمبعوثين الجدد، الذين ضربت العنكبوت على ثغورهم، فأظلموا..
يُرابون في بيعك قبل أن يلقوا بك في بئر معطَّلة.. ويُلقون عليك بغلالة صدورهم وما أسرُّوا من النجوى منذ سنيّ المُبايعة..
كنت الأكثر إثما في تصديق ريائهم، وفي سيرة التملّق الطويلة كانوا الأبطال وماقتلوك إذْ قاتلوك إلا بقاموس نفاقهم وسلْخِ وجوههم تحت أقدامك وهم يقودونك إلى المصيدة... فهل بقيَ من حذر نخشى..؟!
الكاتبة
بيان.
27/4/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق