الهَجْرُ(ضَاعَ الوفاء ُ) : (صرخة ألم ٍ ) بقلم : الشاعر : حسين نصر الدين .
ضاع َ الوفاء ُ .. فما وجدتُ وفاءً ..
ما كان َ شِعْرِي .. تكلفا ً ورياء ً ..
ما ذنب قلبي إذ ْ بدونا غرباءَ ..
كيْفَ الحياة ُ .. وقدْ فرقتَ قُرَبَاء َ ..؟
حتى نَصَبْت ُ علي شوقنا عَزاء ً ..
ظلم ٌ بيْن الضلوع ِ مَزق َ الأحشاءَ ..
الظلمُ ظُلُمات ٌ .. والحقُ يكشِفُ الغَمَاءَ ..
بضعة ُ عقُود ِ زمان ٍ صارت ْ هباء ً ..
والسماء ُ ما أمطرتْ حباً بل ْ ماءً ..
عصفتْ بنا الأهواءُ هواء ً هواء ً ..
وما أجدُ ذكرَ النوى أهواء ً أهواء ً ..
في نيسان من عقود ٍ كان وجهها وضاءَ ..
قلبٌ يُشاطرُني الوفاءَ بوفاء ٍ سواءً ..
أرضُ الوفاء ِ أُشرِبَتْ ظلماَ ورياءَ ..
واندثرَ الوفاءُ وما كان تمسكاً وبقاء ً ..
بئس صديق السوء ِ إن كانوا أصدقاء َ ..
لا فرق َ بيْننا صرنا أمواتا ً وأحياء ً ..
أُرْثِي عُمري الذي ضاع َ .. رثاء ً ..
لا يأسف ُ المرء ُ إن ْ ضَاعَ حبُه هباء ً ..
وسنواتُ عُمْرِه ِ صَارَت ْ خُوَاء ً ..
كان َ الوفاء ُ فريضة ً بين الناسِ سواءً ..
باتَ معنى ضائعا ً بينهم وأحياءَ وأشلاء ً ..
وترى الوفيَ لمْ يُصاحبَ مُنْصِفَا ً وولاء َ ..
وترى الظالمَ جانب العدلَ نزعَ الوفاء َ ..
وكأنه صار َ معنى ً كمن السيْل ِ غُثَاء ً ..
كرم ُ الوفاء ضاع وصارَ أقوالا ً وأصداء َ ..
لم ْ آل ُ جهداً عبر الزمان ِ هباء ً..
ذقتُ المُرَ منها صلفا ً وكبرياء َ ..
رفقتُ بها * .. سمعتُ من رسولنا النداءَ ..( ﷺ ) .
ما أصعبَ الغدر والكره كان َ عناء َ ..
تحملتُ صُرُوفَ الدهر ِسراءَ وضَرَاء َ ..
ذهبَ الوفا وما صار في الوجْه ِ ماء ً ..
ضَبَحَت ْ* بوم ٌ ونعقت ْ غربان ٌ عزاء ً ..
ضحيْتُ بالنفيسِ من عمري هباء ً ..
وما قُدِرَتْ وثُمنت ما بذلتُ دماءَ ..
بيعتْ حياتي ببخس ِ للورى وشراءَ ..
قدمتُ حسنَ الخلق ِبلا أمل َ و رجاءَ ..
ليْتَ أمي ما ولدتني .. وكان لي بقاءَ ..
غربة ٌ بيْن أهلي ووطني أقول ولا حياءَ ..
فبئس الغربة .. وبئس ما كانوا غُرباء ..
لم ْ يعد ْ في الضِرْع ِ لبن ٌ سَقَاء َ ..
فضاعَ الوفاءُ هباءً وما كانَ انتماءَ ..
* رَفَقْت ُ بها : من (رفقا ً بالقواريرِ) . ( ﷺ ) .
* ضَبَحَت : الضبيحُ صوت نعيقِ البُوم :
*******