عذرا سيدتي
عذرا سيدتي
أنا لا أجيد فن الخطابة.
فأنت، فوق المديح
غنية عن لغات الإطراء
ومكانك أسمى من أجناس
السذاجة والرتابة
عذرا سيدتي
هكذا ربتني سيدتي الأولى أمي
في مدرسة الفضيلة والفصاحة
سيدتي، أنت عروض خيمتنا
أساس الأسرة ومهد الكرامة
منك تعلمنا لب أسرار المودة
والنجابة
دربتنا على الصبر والإحسان
وطيب الدعابة
فطمتنا عن ظلم العباد
ولسان البذاءة
جبلتنا سيدتي على الحياء
يزينه نور العلم والثقافة
واحترام الأنثى سيدة الكون
بما يليق بها من عناية
وجميل الرعاية
عذرا سيدتي.
إني أعشق فيك روح الاستماتة
دماثة الخلق وعمق نضج اليفاعة
عذرا سيدتي ...
كوني أنثى شقراء أو سمراء
فنعم الإقدام فيك
ونعم الشجاعة
أكبر فيك قداسة الدين
والعبادة
انزهك عن قصر الفهم والفكر
وما أنت، سيدتي
للعقل بالناقصة
عذرا سيدتي.
فأنت شهرزاد كل زمان ومكان
ومنك تستمد الوصاية و الولاية
طوبى لك سيدتي
فأنت السند الرحيم
منك أصالة الوطن
ومجد الحضارة
سيدتي، يشاعرني فيك
صفاء الروح وبرهان الفراسة
يكفيك فخرا سيدتي
أنك أصل القبيلة والعشيرة
فيك تتجلى الحصانة والمناعة
عذرا سيدتي
فمن جداتي إلى أبعد حفيداتي
أنت وهن أيقونات الشهامة
شرفكن المولى من فوق سبع
سماوات
وزادكن رجاحة العقل
وبيان الخطابة
عذرا سيدتي
أنت نبع العواطف النبيلة
كم تجبرين الخواطر الكسيرة
تبلسمين القلوب المكلومة
تشفين الهموم
وتطفئين فتيل الحروب
ومكائد الدسيسة
عذرا سيدتي
بك الفخر يتم ،
المجد يسمو ،
وشان الأمم يعلو. .
بأمجادك تغنى الآباء والأبناء
عذرا سيدتي،
مغربية أمازيغية كنت
إفريقية أندلسية
أو عربية كنعانية
أفخر أني من نسلك
ومن بحر معرفتك انهل
عذرا سيدتي،
فبك يليق الاحتفاء والاحتفال.
الكاتب
محمد الحفضي.
9/3/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق