الفردوس
عَـبَـرَ الـنُّفُوسَ مُـسَافِراً بَـيْنَ الْـوَرَى
وَتَــمَــايَـلَـتْ أوْزَانُــــــهُ وَتَــبَــخـتَـرَ
وَبِهِ اقْتَحَمْتُ لَظَى الْمَعَارِكِ والوغى
فَــاسْـتَـلَّ فِــيْـهَـا قَــوْلَـهُ الْـمُـتَـفَجِرَ
كــم سـاح فِـي غَـزَلِ الأحِـبَةِ هَـائِمَاً
وبــركـبِ أهْـــوَالِ الـحـنـين تـفـجر
الـشِّـعْـرُ مَـمْـلَـكَةُ الـشُّـعُـورِ وتَـاجُـهَا
ومُـرَوْضُ الأوزَانِ مـن أُسْـد الـشرى
أسَـرَتْ بِـهِ لَـحْظَ الْـعُيونِ قَـرِيحَتِي
فَــنَـهَـلْـتُ أوْلَـــــهُ ونِــلْــتُ الآخِــــرَ
وصَـحِـبْتُهُ نَـحْـوَ الأمُـومَـةِ يَـرْتَـوِي
مِــنْ نَـبْـعِهَا وَيَـفِـيْضُ قَــوْلاً مُـثْـمِرَا
أرْجُــو الْـقَـصِيدَ مُـزَيَـنَاً ، مُـتَـسَرْبِلاً
حُــلَـلَ الـمـدَائِح ، والـبَـيَانَ مُـعَـطَرَا
مـنحَتْهُ مـن غَـضِّ الوفاء جَوَانِحِي
لـيَـسِـيْـلَ مِـــنْ أدبٍ لــديـه تَـقَـطَّـرَ
ودفــعـتـُهُ لـيـهـيم نــحـو فـضـائـها
لــيـرى لــهـا بـــدر الـسـمـاء تــنـوّرا
قـلتُ اروِ عَـن أمـي الحَبِيبَةِ فَضْلَهَا
وانـهـض وكـن مـتضرعا مُـسْتَمْطِرَا
أوَت الـطُّـفُولَةَ فــي بـرائـة مـهـدها
مَــا أطْـيَـبَ الأرض الـنبيلة والـثرى
"وَهْـنَاً عَـلَىَ وَهْـنٍ" ويـخطف قلبَها
شـــوقٌ الـــى وجــه الـولـيدِ تـجـبَّرَ
فَـــإِذَا أتـــى رغـــم الـعـناء تَـهَـلََّلَتْ
وَلَـظَـىَ الـمْـوَاجِع قَــدْ خَـبَا وَتَـبَخَرَ
تـــؤوي وتَـرْعَـىَ والـمـتاعبُ جـمـةٌ
عَـامَـيْـن تَـسْـقِي والـسَـخَاءُ تَـحَـدَرَ
كـالْغَيْثِ يَـأتِي الأرْضَ يـثني جدبها
ويـحـيك فـي غـدِها ربـيعا أخـضرا
ويــقـولُ أنَّ نَـمِـيْـرَهَا مَــنَـحَ الْــفَـلاَ
وَجْــهَ الْـحَـدَائِقِ والْـقَـبَائِلِ والْـقُرَى
لـتُـحِـيـلَ أرْجَـــاءَ الـطُّـفُـولَةِ أيْــكَـةً
بـغـصـونها ألـــقُ الأمــومـة أزهـــرا
وبـهـا الـنسيم يـجول فـوق سمائها
وأرِيـــكَـــةٌ هَـــــزْازَةٌ مـــــا أبـــهــرا
وَتَـقِـيهِ مِــنْ بِــرْدِ الـشِّتَاءِ وَعَـصْفِهِ
وَالْــحَـرّ تــزجـره فـيـهـرب مـجـبرا
صِــفْ لِــي حََـنَـانَاً دافـئـا رَطْـبَـاً بِـه
ظِــلُ الـنَـعِيمِ أتَــى الـحَـيَاةَ وَبَـشَـرَ
وَكَــأنَّـهَـا بــيــد الْـرَبِـيـعِ وَصَــحْـوِهِ
صَـنَـعَتْ فُـصُـولاً مِـنْ حَـرِيرٍ لايُـرى
وحِــكَــايَـةُ الأمِ الْــمُـثِـيـرَةُ دَائِــمَــاً
تُـمْسِي بِـجَفْنِي كَـأسَ نَـوْمٍ مُـسْكِرَا
نــبــه قــصـائـدك الـفـصـيحة انــهـا
كَـمْ مِـنْ لَـيَالٍّ فَـارَقَتْ دِفْءَ الْـكَرَىَ
ودمــوعـهـا هــتـانـة إن شــاهــدت
ألــمــا أحــــاط بـمـهـجتي وتـجـبـر
فــتـظـل بــاكـيـة تــحــرق جـفـنـها
حـتـى أصــح ومـن هـمومي أطـهر
سـبقت طيور الصبح تنهض عندما
شـهـدت مــع الأسـحـار فـجرا كـبرا
ودعــاؤهــا قــصـد الـسـمـاء كــأنـه
بـقـوائم الـمعراج فـوقي قـد سـرى
تــدعـو بــكـل لـحـيـظة أن أرتـقـي
فــوق الـسـحاب وأن أكـون مـظفرا
فـيـسيلُ مــن قـمم الـسعادة نـهرها
مـن جـنة الـفردوس يبدو قد جرى
مـعـطـاءة ، بـحـر الـمـحبة حـضـنها
مِـنْ جـودها سـهل الْـمَوَدْةِ والـذُّرَى
وعَـلَـىَ ضـفاف حـنانها قـد أيـنعت
أزْهَـــارُ عَــطْـفٍ أم ســخـاء أمــطـر
واغْـزِلْ كَـلامَكَ فِـي ثِيَابِ قَصَائِدِي
وارْفَـعْ بَـيَانَكَ فِـي الْـمَحَافِل مـبهرا
فـلـكم ظـلـلت بـمـدح أمــي جـاهلا
ســبــل الـبـيـان ودرهـــا الـمـتـبعثر
غُـلِـبت قـوافـيّ وشـعري قـد هـوى
بــيــن الــوقـائـع واهــنـا مـتـكـسرا
هَــلْ أثْـقَـلَتْهُ خُـطَا الـيَرَاعِ وأدْبَـرَتْ
بَـيْـنَ الـبَـيَانِ تَـصِيحُ أنْ لَـنْ تَـقْدِر؟َ
فَـــأرِحْ قَـصَـائِـدَكَ الْــتَـي أنْـهَـكْـتَهَا
وَدَأبْــتَ مُـنْـطَلِقَاً تَـجُـوبُ الأسْـطُـرَ
لــــو أن أنــهــار الــحـيـاة مــدادهـا
مَـا أنْجَزَتْ وَصْفَ الْعَطَاءِ وَمَا جَرَى
مــن أم مـوسـى مــا تـفوتك عـبرة
عــبـرت لــنـا وبــهـا الــزمـان تـأثـرا
لـــــولا بـــــأن الله ثـــبــت قــلـبـهـا
لــهـوى الــفـؤاد وبـالـهـموم تـفـطرا
وإذا بــعـيـسـى ذكـــــره أعــجـوبـة
وبــأمــه نــطــق الــكـتـاب وعــبــرا
لــلـه درك يــا مـسـيح مــن الـهـدى
تـدعى ابـن مريم مكرما بين الورى
وبـــذاك مــا دأب الـحَـبِيبُ بـهـديه
مــا قــال زيـفـا مــا غــوى مـا زورا
أوصـــى وأنــذر بـالـحديث وبـشـرا
قَـــدْ قَــالَ"أمـك" ثُـــمَّ قَــالَ وَكَــرَرَ
الأمُ فِـــــرْدَوْسُ الــحـيَـاةِ وَظِــلُّـهَـا
وَحَـنَـانُهَا مِــنْ نَـهْرِ حُـبٍّ قَـدْ جَـرَى
فـالـجَـنْـةُ الــغَــرَّاءُ تَــحْــتَ نِـعَـالِـهَا
أقْــبِـلْ إلَـيْـهَـا لاثِــمَـاً وَجْــهَ الـثَـرَى
واهـرع الـى الرَّحْمَنَ يَمْنَحْكَ الرِّضَا
فِي قَلْبِهَا "يا ليت شعري" هل أرى؟
الكاتب
الحسن عباس مسعود.
23/3/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق