المعلم
هو ذاك الشاهق ...المتعالي في أبعاده...المترامي في أطرافه...ذلك الواقف في شمس الأصيل...و قرّ الليالي...
معلمي ...لوحة جدارية مزركشة...منقوشة بين حنايا الروح...وتلابيب الذكرى...يستوطن الفؤاد...ويستبطن المهجة والذائقة والنبراس.
وإن أذكر معلمي ...فهو لي درع وسربال..يخرج لنا من صهيد الرمضاء...وصقيع الليالي..يشقّ المروج والثنايا...يشدّ العزم نحو مدرسة تقف يتيمة على ظهر البادية...يحمل كراريسنا ودفتره العريض...وأدوات الهندسة من مساطر ومناجز ونحوها...ليستقبلنا على ناصية القسم منشرحا...شاكرا...يوزّع لنا التحيّات والهمسات ويريت بحنو على أكتافنا...
كان معلمي الأول...في سرديته وثباته...وتودده...وطيبته...
وإن نشقّ المدى...ونحرث الزمن لا يمكن. أن نفي للمعلم حقه ...فهو الأمل والحلم والأمان...فبه تسمو الأمم...وترتفع الأقدار...وتتوحّد الموازين.
رحم الله معلمي الأول...وكل معلم تسامى وارتفع...فبدى في عليائه كقديس تتسابق الناس لإرضائه...
الكاتب
محمد سليماني.
2/3/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق