المرأة
قد تغلبنا الحيرة ونحن نقسط في إضفاء معنى معمّم للمرأة...وقد نعمّم في حياتنا في وضع يحتمل التخصيص...لأن التخصيص مشمول بالمعاينة عن قرب...فأي كانت المرأة فهي أمّا...وأختا وخالة...وعمة وبنتا...وجدّة...وزوجة...
قد تحتدم الكلمات فلا نجد لها منافذا للبوح...فتصطدم بمكبّلات التعبير ...فلا تعطيها حقا مستحقا محمولا في آي القرآن وسنن التابعين...فقد أوصانا الرسول بالنساء خيرا...وحفّهم بعطر الكلمة والبيان...وأفرد لهم من جزيل العبارة ما يجعلها شامخة متعالية في محاسن النجوى ...مسكونة بالوجدان..
فالمرأة...هي نصف المجتمع...صانعة للنصف الآخر...وهي إن أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق...ولها في الإسلام مكانة ...وفي القرٱن مكان وقد أفرد لها الملك الديّان ذخائر التبجيل فبدت شاهقة البناء في سواري التكريم...فكيف وقد خصّها ببيانه المستقيم...ومتنه العميم...
لنا في الأثر عظيمات...نقفو لهن الأثر...فهن أسوة ومباهاة ومثال...وعنوان للتضحية والسمو والصمود...بيت للجمال واللطافة والعفاف...رسم يتوسّد جدار الأزمان..
لا نستطيع تعريف المرأة...وإن كان بعضنا لبعض ظهيرا...ولن نستوفيها حقّها...فكل الكتابات قاصرة...لا تملك للبيان بيان وترجمان...لقد أنعم الله علينا بفضل الأم وتضحيتها...وكفاءة المرأة ومكانتها...وسموها وأثرها...وأسكن قلوبنا محبتها والحنو عليها...وأقبل علينا وجهها الصبوح يناجينا...ويخفًف أعبائنا.
لله درك يا زمان...فقد وهبت لها من موطن التعاسة ليونة وظرافة...وأسدلت عليها سرابيل العز والفخر...فكانت بيننا أميرة متوّجة...وقديسة شامخة...
الكاتب
محمد سليماني.
9/3/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق