الخذلان
الخذلان من أقبح الصفات لايتصف بها إلا عديم المروءة لكن هنا أكلمكم عن أكبر خذلان مر في تاريخ الإنسانية ولازال مستمرا بعد عقود. قصة أهلنا الذين تركوا يواجهون أعتى عدو لايرقب فيهم إِلاًّ ولاذمة والكل يتفرج:
أحكي لكم حكاية…
كانت البداية من سبعين سنة...
كانت أرض زيتون وليمون...
أهلها ينعمون بالسلام...
وفي أرض الأنبياء يسكنون...
وفي الأقصى ثالث الحرمين يصلون...
ثم عقد هذا الأمان انفرط...
عصابات بدهاء بينهم تسللت...
وبعون من مستعمر خسيس دخلت...
وبوعد بلفور اللئيم تسلَّحت...
قتل - إرهاب - بَقْرُ بطون - تهجير...
فكانت المأساة وبدأت النكبة...
فلا جيوش العربان أفلحت...
ولا حُكَّامهم بالإخلاص والإيمان تسلَّحت...
عزالدين وثلة لله بايعت...
وبقلة عتادها قاومت...
لكن من خذل بداية...
بعد سنين من المكر للقضية باع...
ولأهل الأرض استنكر ...
ولتهجيرهم بارك وقَبِل...
ولبني صهيون أدعن واستسلم...
وبالتطبيع وبالعار على الجبين وَشَم...
و بحصار من تبقوا شدد ...
و للكيان اللقيط اذعن وساعد...
وبوسم الإرهاب للمقاومة أعلنَ وأشْهَر...
ولازال الخذلان مستعرا في يومنا هذا الأغبر...
قوم عزل بالطائرات والمجنزرات يُعْدَمُون...
مشفيات - مدارس - ملاجئ - مساكن - خيام...
كلها بالقنابل والصواريخ على الأرض استوت...
وكل حناجر حكام العربان بالذل والخذلان لسان حالها يقول:
نشجب... نندد... نتفاوض...
لانقبل ... لانريد...
ثم لأيادي الإجرام المخضبة بالدم تصافح وتُقَبِّل.!
هل ياتُرَى هناك خذلان فاق هذا الخذلان؟...
الكاتب
عبد الغني أبو إيمان.
20/2/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق