الطلاق٢
شرع الإسلام الزواج بين الرجال والنساء للتحصن من الفساد ولاستمرارية النوع البشري إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
فقد قال الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا.) - الاية 3 من سورة النساء. وقال عز من قائل: (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ .) الآية 61 من سورة هود.
وقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في الزواج وحث عليه، فَعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. ووضع لذلك شروطا منها الإيجاب والقبول وإذن الولي. فقال صلى الله عليه وسلم: " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " رواه الترمذي وغيره.
والأحاديث حول هذا كثيرة ومعروفة ومن أراد الاطلاع عليها يمكنه الرجوع الى كتب الأحاديث النبوية الصحيحة.
غير أنه في الحياة الزوجية كيفما كانت يمكن أن تحصل مشاكل وعدم تفاهم قد تستحيل معها العشرة بالمعروف.
وقد وضع لها ديننا الحنيف ضوابط وشروطا وحب الانتباه لها قد طلب الطلاق من الزوجة وقد ايقاع الطلاق من الزوج.
ومنها على سبيل الذكر لا الحصر - يمكن لمن أراد الرجوع إلى الكتب الشرعية أو الفقهاء المعتمدين الثقات لمعرفة التفاصيل أو الحصول على الفتوى المناسبة للحالات المعينة والخاصة. فقد روى ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أيما امرأةٍ سألت زوجها طلاقًا من غير بأسٍ، فحرامٌ عليها رائحةُ الجنةِ.) رواه الترمذي. وقد حث النبي أيضا على أن لايطلق الرجل زوجته ثلاثا دفعة واحدة بل تكون تطليقة واحدة إذا كان هناك بأس أو استحالت العشرة بينهم استحالة شديدة. وهو ما يؤكده قول الله تعالى: (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ .) الاية 229 من سورة البقرة.
لكن للأسف الشديد في زمننا أصبح الطلاق مشاعا لأتفه الأسباب بل ظلما وعتوا وقهرا سواء من طرف الرجال أو من طرف النساء بسبب القوانين الوضعية التي فرضت على مجتمعاتنا المسلمة وبسبب الجهل المطبق بأبسط أبجديات تكوين نواة أسرة مسلمة متوازنة.
واقترح على من يريد أن يراجع دورة تكوينية جيدة بل ومهمة للشيخ الدكتور محمد خير الشعال بعنوان "الدورة التأهيلية للحياة الزوجية"، مكونة من ثلاثين حلقة.
اللهم اهد نساءنا ورجالنا وبصرنا جميعا بعيوبنا.
الكاتب
عبدالغني أبو إيمان.
30/1/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق