حياتنا ورقة بيضاء//الكاتب محمد الرقيق

 حياتنا ورقة بيضاء

امسك قلمي و ورقة بيضاء تتبلور في مفكرتي العديد من الأفكار للكتابة 

سأكتب عن قريتي الصغيرة الحزينة التعيسة التي لاحظ لها 

تحدها قناة مجردة والطريق السيارة السريعة حال دون نموها لايوجد بها مرافق العيش الكريم لايوجد بها مستشفى ولا صيدلية ولا مدرسة ولا حتى دور للشباب ولا طرقات جميلة ينشرح لها القلب

أتذكر صديقي الذي قال لي لماذا تكتب دائما عن الحزن والتشاؤم والشيء السلبي اكتب عن الأمل والسعادة 

اتراجع عن الكتابة وأكتب أن بقريتي بها ماء وكهرباء وثلاث عطريات يتدفق منهم الدماء وكأنهم يصارعون الموت البطيء

فلا يوجد بهم سكر وزيت وحليب ولا بيض 

ماذا عسانا أن نأكل

نسيت أن بها مقهى في مدخل القرية نصف زوارها أعينهم لا تنام عن كل شاردة وواردة تقطع وتريش وتفصل على مقاسها

وتنصط إلى بعض الأحداث لعلهم يجدون وشاية يوشون بها تزيدهم حسنات علي حسنات كما أو شو بي سامحهم الله

لا أنسى بها جامع مقابل للمقهى بالكثير من الأحيان لا يكتمل النصاب يوم الجمعة لقلة المصلين فعددهم غفير في المقهى للأسف

اتراجع عن الكتابة لاحتسي فنجال من الشاي من أيدي أمي جميلة ربما تتبلور لي أفكار أخرى أكتبها 

بعد فترة من الزمن رجعت وأنا مازلت ممسكا بقلمي للكتابة 

وأنا لم أكتب شيء 

هذا طفل صغير يتراوح عمره بين التاسعة والعاشرة من عمره ممسكا هاتف جوال يسمع لأغاني أكاد أنا لا أعرف معناها داخلها كلام بذيء والطفل يسمع ويرقص مع هذا اللحن لم يتذكر حتى كلمة صباح الخير لم تكن في قاموسه 

وهذا شاب يرمي بسجارته في الشارع تشعل ليلتقطها هذا التلميذ ويكمل ما بقي منها هذا هو الفساد الذي نحكي عليه

وهذه المرأة التي تحكي في الهاتف مع صديقها وعندما رأتني انفلقت بالضحكات وكان باب الجنة فتح على مصرعيه أو بالأحرى حررت فلسطين من عدوها 

سأترك للزمن يلينك حتى الموت

تراجعت عن الكتابة وتذكرت صديقتي أنها قالت لي لماذا تكتب دون فواصل ونقاط أجبتها أنا لست مقيد بشيء أنا دائما حر طليق كالعصفور الذي فوق الشجرة

بقيت الورقة بيضاء خالية من الكتابة. 

من سلسلة حياتنا 

الكاتب 

محمد الرقيق.

6/1/2024