الكلمة الطيبة
في إحدى المدارس تم عقد اجتماع يضم مدير المدرسة والمعلمين في تلك المدرسة، من أجل تطوير الطلبة والارتقاء مستواهم الدراسي.
فطلب منهم مدير المدرسة طرح أفكار بناءة للقيام بذلك .
فقال أحد المدرسين: علينا بزيادة عدد الحصص المدرسية بحصة واحدة في الأسبوع .
أما الثاني فقال : علينا بتدريب الطلاب ذهنيا من خلال حصة الرياضة ...
اما الثالث فقال: ربما علينا أن نظيف حصة نسميها حصة لتعديل السلوكات المدرسية والارتقاء بالطالب لغويا ولفظيا إلى جانب السلوكات الاجتماعية .
فمن الملاحظ غياب أولياء الأمور بسبب انشغالهم بالعمل وغيرها عن رقابة أبنائهم لذا علينا كمدرسة أن نقوم بدورنا وأن نهتم بذلك إذا أردنا أن نرتقي بالتعليم .
فالتربية هي الأساس قبل التعليم .
كما علينا أن نغرس البذرة الصالحة في نفوس الطلبة في صغرهم كي ينمو على هذا النهج كبيرا .
فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر .
ونحن نستطيع ذلك من خلال الكلمة الطيبة .
ويجب أن نبدأ بتعاليم رسولنا الكريم ...
وفي نهاية الاجتماع تم اعتماد حصة لتعديل السلوكات الأخلاقية والتنمية اللغوية واللفظية من خلال الكلمة الطيبة .
في اليوم التالي دخل الأستاذ أحمد إلى الحصة وبدأ بالحديث عن أثر الكلمة الطيبة على الجميع .
فقال بداية قال تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} سورة البقرة .
هذا كلام الله تعالى وعلينا أن نطبق ذلك في حياتنا اليومية . لما لها من أثر في النفوس .
كذلك فرسولنا الكريم خاطبه الله تعالى بقوله: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}
وكذلك قوله عليه السلام " الكلمة الطيبة صدقة ،وتبسمك في وجه أخيك صدقة " تنال الأجر والثواب عليها .
ثم طلب من أحد الطلبة أن يرسم قلبا أبيضا نقيا .. فكان الطلبة يوجوهونه وكلما أخطأ الطالب كلما مسح الرسم . وطلب منه أن يعيد الرسم . حتى تمزقت الأوراق . وبهتت الألوان .
نظر أخيرا إلى ذلك القلب وقال وهكذا هي قلوبنا .. تكون صافية نقية وما إن نملأها بكلمات أو مواقف مزعجة حتى يتغير لونها ويبهت صفائها .
لذلك احذروا من كلماتكم فهي كفيلة أن تجعلنا ننام دون أن نصحو ...
فبعض الكلمات لكمات ...
قد تصيبوا بها قلوب بعضكم فتكسروها ... إذا تخيروا كلماتكم...
كذلك هناك الكلمات البديلة التي تخفف من وطأة الكلمة على النفس ... عليكم أن تبحثوا عن الكلمة الطيبة في معاجم اللغة وفي قلوب من تحبون ...
حتى لا تجرحوا بها أحد ما ...
وتذكروا أن جبر الخواطر ليس بهين وأجره عظيم عند الله .
ملتقانا الأسبوع القادم ...
الكاتبة
إكرام التميمي.
23/1/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق