قَالَ ... وقَالَتْ: حِوَار ٌ بيْن مَحْبُوبْيْن
قَالَ: تنسمتُ عطرَكِ ما فيه من عَبَقِ ..
قالت ْ : لأنكَ بُرْعُم ٌ نَبَعَ في زهري ..
قَالَ : رأيْتُ شمسَ خديْك ِ في شرقي ..
قالتْ فأنتَ دوْماً الدفءُ في عُمري ..
قَالَ : حُبُك ِ يسري في قلبي وفي عِرْقِي ..
قالتْ : لأنكَّ السعد ُ يملأُ لي دَهْرِي ..
قَالَ : لمستُ السماء َ من تِيه ٍ وألَق ِ..
قالت ْ:أنتَ في السماءِ ساطعاً قمري ..
قَالَ : رأيْتُكِ شُعاعِ شمسٍ وسنا برقِ ..
قالت ْ:إرْو ِلهم عنَّا من قصصٍ ومن عبر ٍ..
قَالَ : حكوا عن حبِنا من وله ٍ ورَهَقِ ..
قالتْ:لأنك تأتي لي ساعة َ السحر ِ..
قَالَ : لمْ أنمْ ، ما آنسْت ُمن حبٍ ومن شوقٍ ..
قالتْ: طيْفُكَ يهواني كما في سَمَرِي ..
قَالَ : سهرتُ الليلَ من سُهْد ٍ ومن أَرَق ِ..
قالت ْ:ومن يزورني طيْفُه دومأً في فجْرِي.؟..
قَالَ : لم ْ أعد ْ أرْضَى بنوى ً ولمْ أَثِقِ ..
قالت ْ:حبُكَ نابع ٌ في دمي كلما يَسْرِي ..
قَالَ : ما لم ْ أَذُقْه من حبك ِ وما لم ْ أَذُقِ ..
قالت ْ:دعْ عنك َعُسْري وخلِّنَا في يُسْر ِ.. (يُتْبَعُ ..2) .
قَالَ .. وقَالَت ْ : حِوَار ٌ بيْن مَحْبُوبْيْن (2) :
قَالَ : رحمة ً بقلبي ما أضنَاهُ من حَرْقِ ..
قالت ْ:فلنَلتقيَ دوماً على حافةِ النهرِ ..
قَالَ : تمنيْتُ أن يُطوقَني حبُكِ كما الطوقِ ..
قالت ْ:انتظرْتُك َ في حُلْمِي وفي سَهَرِي ..
قَالَ : سَاوَىَ الحبُ ما بيْن َ حر ٍ ومن رِقٍ..
قالت ْ: كُنت َ في حبِكَ لي أفضلَ الحُرِّ..
قَالَ : كنتُ لك ِ مُحباً هائماً دمث الخلقِ ..
قالت ْ:داويْتَ كلَّ ما في قلبي من قهر ِ..
قَالَ : رفقا ً بقلبي المحبِ وأي َرِفْق ِ..
قالت ْ:سما حبُك َ وملأَ سمعي وبصري ..
قَالَ : عشقتُ الهوى قبل ما أتانِي من عشْق ِ..
قالت ْ:وهلْ لنا غير الحبِ من فخر ٍ..
قَالَ : ما رأيْتُ طيراً مُغرداً في وله ٍوشوْقٍ ..
قالت ْ:وصوتُ حُدَائِه طَرَبَ أذني ونظرِي ..
قَالَ : ولا من غُراب ٍ لَهُ نواح ٌومن نعِقٍ ..
قالت ْ:ولا من هدهد ٍأتَانَا:عنك َبالخبر ِ..
قَالَ : ولا حُوتٌ مُسبح ٌ في اليم لمْ غَرِق ِ ..
قالت ْ:وكل ما في الكوْنِ مُسبحا ً وفي البحرِ ..
قَالَ : أما آن َ لنا بعد َ الفِرَاقِ أن ْ نَلتقيَ ..
قالت ْ:وكيْفَ وأنتَ بيْني وبيْن ترائبَ صدري .. (يُتْبَعُ .. 3)
قَالَ .. وقَالَت ْ : حِوَار ٌ بيْن مَحْبُوبْيْن (3) :
قَالَ : وكفى لنا شوْقَا ً ما كتبناه ُمن ورق ِ..
قالت ْ: وما خططناهُ بمدادِ دمع ٍ كانَ أو حبر ِ..
قَالَ : سَئِمْتُ الفراقَ وما لفَّهُ حول عُنُقِي ..
قالت ْ: ولنا عناقٌ طويل ٌ بيْن عنقي ونَحْرِي..
قَالَ : وهل ْ للناقةِ حينَ تحنو من شَبَقٍ .؟..
قالت ْ: وأنا أحنو عليْكَ في شوقِي وفي هَجْرِي..
قَالَ : من مِنَّا رَنَا بعيْنه للمجهولِ ومن حَدَقٍ.؟..
قالت ْ: لا أخشى في الحبِ من خوْفٍ ولا حّذّر ٍ..
قَالَ : من لي بهواها في قلبي من عُمْقِ .؟..
قالت ْ: نحن حق ٌمحبوباتُ من ْسُمْر ٍومن شُقْر ٍ..
قَالَ : هذه وجنتاها لمْ تذر حمرة ًولم ْتبقِ..
قالت ْ: في كلِّ الآناء تراها بيْن َ بِيضٍ وحُمُر ٍ..
قَالَ : مِنْ عَذْبِ شِفَاهِهَا لنْ أعيَ ولم ْأفق ِ..
قالت ْ: وهل ْ لي ذنبٌ لما أصَابَك َ من ذُعْر ٍ.؟..
قَالَ : تنطلقين حُرة ً في أنحاءِ فيها من خَرَقِ ..
قالت ْ: حرة ٌ بجناحيْها ترفرفُ كطائِر ٍغُرٍّ..
قَالَ : لنا حدودٌ مهما حلقنا في السماءِ من حَلَقِ..
قالت ْ: ونِعْمَ باللهِ نُطيعهُ من ْ نهي ٍ ومن أمر ٍ..
قَال َ: وما امتلأَ حبنُا إلا كلَّ وفاء ٍوصِدْق ِ..
قالت ْ: الله أكبر ُأكرمنا ومنحنا نِعْمَ سَتْر ِ..
الشاعر
حسين نصرالدين.
10/1/2024