آخ ما أحلى الوحدة مع الحرية
لا أدري! هل تتناسب وحدَة الإنسان مع نفسه وحريته من كل مسؤولية إلا عن نفسه؟
وهل تلتقيان الوحدة مع الحرية... ولماذا أتمنى الوحدة مع الحرية؟
منذ وعيت وأنا أعشق الوحدة – رغم علاقاتي الاجتماعية الواسعة بفضل الله.
أما الحرية...فهي بداهة لا تدخل وجدان الإنسان إلا عندما يبلغ الإدراك الحقيقي للأشياء من حوله أي عند بلوغه سن الرشد كما يقولون، علما ان الرشد ليس له سنٌ معين محدد فربما يكون الإنسان راشدا وهو في عمر العاشرة أو أقل من ذلك أو أكثر في الأربعين مثلا وقد لا يبلغ الرشد طوال حياته .
والحرية تبدأ مع الإدراك التدريجي للإنسان فهو منذ صغره يرفض الأوامر ويتقبلها على مضض بفعل "الضوابط الاجتماعية" كصغر السن مثلا أو العادات والتقاليد وأوامر ونواهي الديانة، وتجعله راضخا مستسلما لتلك الأوامر من البيت والمدرسة والشارع .
ومع تراكم الخبرات نتيجة التقدم بالعمر واتساع دائرة العلاقات الاجتماعية يبدأ الإنسان باكتساب موازين وأسس الإدراك والذي يعني باختصار قدرة الإنسان على الاختيار،
وهذه القدرة على الاختيار تعتبر المحطة الأولى لحرية الإنسان،
فأي اختيار كان هو بمثابة الخطوة الأولى لمسيرة الحرية للإنسان، وحينها تتولد تحديات جديدة أهمها الضوابط الذاتية والتي يضعها الإنسان بنفسه دون إملاء من أحد لتبدأ الحرية صراعها مع النفس ومع الآخرين
وعندما يفشل الإنسان في تحقيق ما يريد فإنه يرتد إلى نفسه عائدا إلى وحدته حيث يمارس حريته لوحده منطلقا في فضاء الكون على أجنحة الخاطر والخيال منعتقا من كل ضابطٍ ...تلك هي الحرية التي يريدها الفتى الحالم...
الكاتب
محمد الفاخري.
9/12/2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق