الحب الحريص
عندما لاحظ المهدي حالة أمه المشلولة، دمي قلبه وشعر بالدموع تتدفق من عينيه، كان يرغب في النمو، واكتشاف آفاق جديدة، والتجارب، والنضال، والغزو، لكنه لم يرد أن يفقد جذوره.
بقي "مهدي" وحده مع والدته التي كانت تراقبه بضبط النفس بالنسبة لها، فإن رؤية ابنها يحضر لها الطعام والملابس، ينقلب العالم رأسا على عقب وجدته قد تغير أطول وأقوى وأبعد مع تلك النظرة الخاصة على وجوههم التي يمتلكها الرجال الناضجون عندما يريدون فرض أنفسهم.
هل من الممكن أن "مهديها"، ابنها الصغير الضائع في المدينة الكبيرة، قد نشأ بسرعة في أيام قليلة؟
اقترب الشاب من والدته وأخذها بين ذراعيه بحنان ثم قال لها: من عملي سأوفر لك منزلا ونسكنه معا للأبد، وهكذا تفارقين عمل خادمة الآخرين.
ابتسمت ثم قالت لنفسها إن "مهدي" قد تجاوز بالتأكيد مرحلة فارقة، لقد أصبح رجلا صغيرا.
الكاتب
عبد الفتاح الطياري.
18/11/2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق