التوت العقيم
بينما أفكر في رائحتها، وطعم بشرتها، أحاول استخلاص ما تريده بعد أن تركتني وهربت... ثم طلقتني عن بعد.
وبعد سنين ظهرت... ربما جاءت لتختبرني، لتحكم على ما إذا كنت مستعدا لمسامحتها على كل شيء لبدء علاقتنا من جديد.
لقد انكسر شيء ما بيننا بعد فقدان طفلنا الأول، عندما علمنا أن فرصة زوجتي في الحمل مرة أخرى ضئيلة؛ ولكننا الآن معلقون في اللحظة الراهنة، ومن المحتمل أن يصبح الضرر غير قابل التقويم.
مجموعة مختصرة من الأفكار التي لا تعد ولا تحصى والتي تندفع عبر عقلي بشكل عشوائي، لكنني لا أستطيع إلا أن أستفسرها:
- لماذا عدت؟
يظل وجهها بلا حراك، لكنها تبدأ في البكاء بدموع صامتة، مثل تماثيل ندابة موتى فرعون الذين يظهرون في القرية في أيام الحداد وكأنهن معجزات.
- يؤسفني!
أنها تعاود بصوت أجش وغير مستقر.
أدركنا اللغز ولم نسترجع سلخ الخرفان... طواطئنا كان شريكا.
فهل الاعتذار يصلح ما تحطم؟
كلانا ينظر إلى بعضنا البعض. اللحظة حاسمة.
زوجتي السابقة تمسح دموعها وتقول لي:
- أن زوجها الجديد عقيم.
صاعقة نزلت على جسمي النحيل... هل أفرح أم أحزن لهذا الخبر؟
أعرف نفسي وأنا صانعها الخبيث، لاحقا، سأتساءل عما إذا لم تكن هذه فرصتنا الأخيرة، أو أملنا الوحيد في العثور على أنفسنا؟ وهو ما يمنعنا يقيننا واستياءنا العميق من فهمه.
وفي هذه اللحظة اختارت زوجة أخي أن تظهر في الحديقة.
سألتني زوجتي السابقة:
- من هي؟
- إنها زوجة فلان!
- آه، في هذه الحالة سأتجنب تعلقي بها...
- توقف عن السخرية من عائلتي وكأنك لا تزال جزءا منها...
أرجعت.
- هذا صحيح بالفعل.
ثم تغادر المنزل دون أن تقول وداعا.
الكاتب
عبدالفتاح الطياري.
13/10/2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق