الإخوة
سنشدّ عضدك بأخيك...
في أوراق الذكرى ...كانت لنا ترانيم عذبة...تتسلّل لذيذة في تجليّات الحاضر... تستنفر في مخيالها زمن الطهارة والعفاف والملحمة...
الأخ في محك التجربة...هو الحنان والرفقة الطيبة...هو النجدة والأمل والسكينة...ولا أعظم من أن تهبك الدنيا من تجاويف الزمن الخائب... غيمة تستمطر عطفا وحبّا وصفاء... أن تغترف من جيد الجمال رفقة رضيّة متودّدة... على قفا الزمن
الكابي... استعطرت البوح... واستفردت من وجع القنى أخًا من شواهق اللذّة والمتعة... كان أخي حسين طوقا يقيني من مخاييل الفتنة...وطودا راسيا ...ساترا من سواتر الطبيعة المتحفّزة...كنّا نهفو بعفوية الأطفال نحو شياهنا... نستطرق المدى...نبحث عن الكلأ في الحقول الوديعة الواسعة...نشقّ الفلوات نقود دوابنا...نحو النهر الدافئ...تختلق الأمنية خفّاقة... نفرد لها الخيمة الشاهقة... أخي حسين مازلت ولا شك...وقد عدنا شيوخا...إن السرائر الصافية واللواعج البيضاء الطيبة...هي التي تدفعنا لرسم خيوط غليظة تجمعنا ...تدفعنا لترتيب أمانينا... وشقّ الثنايا بثقة متعالية... نجلس في فناء الدار...نسامر النجوى المتدفّقة... نختطر من زحام الحياة بقعة مضيئة...نحسّ بحرارتها... ونستصرخ المهجة في ضلوعنا ونراود اللحظة الشادية...فنرسم ملامحنا البريئة المسالمة...على ألواح الطفولة الطاهرة... كانت
أيامنا جميلة...تسوقها أسرارنا الصغيرة...وننسج من خلالها تدابير بهجتنا... رحم الله أيامك يا أخي...لقد كانت ألحانا رخيمة عذبة...تعكس أصداءها الجبال الرواسي...الثابتة.
الذاكرة تضنّ عليها بشهادتها... عنينة أخبارها.
الكاتب
محمد سليماني.
14/10/2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق