لحظات ما قبلَ الوداع
قالت: جعلتُكَ في الفؤادِ المنتظر
لمّا دنوتُ تفلَّتَت مثلَ المطر
أعطيتُها عهدًا ولكن لم تزل
في شكِّها هذا وصدَّقَني الحجر
في لحظةٍ تاهَ الفؤادُ بحبِّها
في لحظةٍ أمسى الهشيمَ المحتضر
قرّي هنا وسطَ الفؤادِ وردِّدي
حبًّا لتعترفي بقلبٍ لم يقر
وهناك أصبحتُ الصهارةَ وانتهى
قلبي ليبدوَ كالجليدِ المنصهر
ورجعتُ من سفرٍ طويلٍ قظّني
وأردتُ أن أحصي الذي لا ينحصر
في وحدتي إنسٌ فطابت صحبتي
صحرا وحبّاتِ الترابِ المنتشر
قد أسرفت عينايَ تُلقي دمعَها
رغبَت دموعي أن تبالغَ في الأثر
فُرشي الترابُ ولوحتي شمسُ الأصي
لِ ودمعةٌ من بعضِ سجداتِ الشكر
كُثبُ الرمالِ وسادةٌ أحببتُها
والآلُ فيها من رياشٍ أو وثر
أنا لم أجد ظلًّا ظليلًا عندها
فوجدتِ في البيدِ الكبيرةِ مستقر
فيئي بها ذكرى تُظلِّلُ مهجتي
ونديمتي لبنى بطيفٍ لم يمر
في الليلِ التحفُ الهدوءَ فلم أجد
همًّا ثقيلًا في فؤادي كالحضر
وأجالسُ السلقانَ نُخبرُ بعضَنا
حتى كشفتُ لصاحبي مكرَ البشر
وأقرّ لي أنَّ البراءةَ عنده
ولأكلِ يوسفَ لم يكن إلا مكر
وشرحتُ أسبابَ اعتزالي مثلَهُ
وبأنَّ قلبي قد تحطَّم وانكسر
وتحسّست نفسي تواردَ طيفِها
لتردَّ لي لمّا تعاميتُ البصر
فرحَ الظلامُ بداخلي واستبشرت
كلُّ النجومِ وسرَّني ضوءُ القمر
آمنتُ في وصلِ الودادِ بقلبِها
بالهجرِ قلبي يا حبيبةُ قد كفر
ووجدتُ في هذا الغرامِ نسائمًا
وطنًا بدا لمّا أتيتُكِ أو مقر
وعلمتُ أنّ فؤادَكِ لم ينسني
فهو الذي لمّا عشقتُكِ قد شعر
الكاتب
سيد حميد عطاالله الجزائري.
20/10/2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق