عتاب شهيد
ويبكي الشهيدُ على دماءٍ
لو قيست لجَرَت
أنهاراً وبحارا
فأغرقَت الأعداء ودمّرتهم
وجرفت معها
الخفايا والأسرارا
ويقولُ فديتُ روحي لوطني
وكنتُ في ساحِ الوغى
مغوارا
قدمتها فداءً لبلدي ليزهو
فمالي لا أرى
إلا الدمارا؟
فُنيتُ وأصحابي من أجله
وبنينا مِن أجسادنا
له جدارا
لنحميَ البلادَ فنورثكم
الخيرَ فيدرّ عليكم
مدرارا
أين العمران وأين الأمان؟
و ما كنّا ننادي
به جِهارا
أين الوعود والعهود ؟
يا لَخيبتي، أقولها
مِراراً وتِكرارا
قَد أحسنَ ربّي فاجتباني
وأنا لا أرى من بلدي
حتى الآثارا
وأنا الفقيدُ لأهلي وولدي
والروحُ عَلت وحملت
الأوزارا
أيَكون لأمثالهم شأناً علينا
فيغتصبون الأرضَ
والعذارى
يا أسفي على حقٍّ اُغتيلَ
وأهلهُ مشرّدونَ
يميناً ويسارا
يأملونَ العودة لديارهم
فسكنوا الخِيام
إجحافًا وإجبارا
أحمدُ الله إنّهُ توَفّاني
ولم أُطأطئ الرأسَ
وألبس العارا
لا تبكيني أمّي وابكِ حقاً
مغتصبًا وإخواناً
سلّموا الديارا
الكاتبة
خولة السليڤاني.
18/10/2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق