نبض نخلة: بجدارية الشاعر//الكاتب مصطفى محمد كبار

الخميس، 21 سبتمبر 2023

بجدارية الشاعر//الكاتب مصطفى محمد كبار

 بجدارية الشاعر


بأروقة الذاكرة

المتعبة

فوق تنهدات القوافي 

العميقة

أفترش الذكريات وأنام

بألم الصور حجراً

حجراً 

أعيش بكل لحظات الرغبة

بزمن القدامى

كنت هناك أسرج الأحلام

بالمدى

و كنت أملكُ من الياسمين

لونها الأبيض

كل أحلامنا كانت أبيض

أبيض

و الوجوه هناك كانت تبتسم  

للسماء 

كنت أضحك مع الفراشة بقبلة

الصباحات

والأولاد كانوا يلعبون بحكايا

الكبار ويحلمون

فتكهلت الرؤوس وشابت

تعباً

وتبعدت السنين وتبدلت 

الأيام

تلاشت السنين خلف الأمنيات

الضائعة هناك

فكل شيء الآن مبعثر 

وتغير

كل شيء أصبح ساقط المعنى

هنا

بمخيلتي أرسم ملامح بقايا

أنثى محطمة

كانت تأتي إلي في حلمٍ

قديم

يا أيها البعيد البعيد ماذا

تخبئ وراء الأيام

هل أكملتَ هناك لوحة 

الفراق

هل تذوقتَ مثلي سقم

الليالي بوحدتك

أم مازلتَ تحلم برقصة

الشبح الأسود 

بكل دمعة هناك قسوة

الوداع 

فالحنين يشدني دائماً نحو 

التعب الأخير

و يكسرني كقطرة الماء

على الحجر 

فأنا الآن متزمرٌ بسكرة  

العابثين 

كالهارب الجبان من وجعٍ  

إلى وجع

أصبحت أتضجر من مر

الوقت

وأصبحت أكثر تعصباً من

كل الأشياء

فساعةً تراني ملاكاً كبراءة 

الفراشة

ألملم ثوب الماء بعطر

الزهرة

و ساعةً أحرقُ المكان من

وجعي

فأنا كلعنة الآلهة 

حينما تروي بكفرها لتموت

و بكل حين 

أنا بحاجة للإرتواء من شهق 

الزمان 

لأكمل بناء أضرحة الراحلين

بجسدي

فأسأل نفسي ماذا ينقصني

بعد  

لأصبحُ حجراً أجسُ نبض

الموت

يا أيها الليل الطويل لما تتعبني

 هكذا

تحملني لباب الوحدة  

ثم تمضي بين نجومك عابسٌ

كالضباب مثل الأخرين

يا أيها الليل الطويل هل

تمعنتَ بصورة الخاسرين

هل تذوقتَ مثلي من القصيدة

الألم العسير

إن تذوقت؟

افتح لي نافذة السماء 

لأنجو

و أشبعني أحلاماً تروق

بي

أوضح لي قليلاً هذا الظلام

الكبير

دعني أقرأ من تفاصيل  

الغياب

رسائل العابرين من هذا

الجسد

و علمني بملح الدموع 

كيف

أتعلم نشيد الخسارة ورائهم

لأدندن كل جرُحاتي

أرهقني ثملا برشفة النبيذ

المعتق

قل لي 

كيف هي صورة الحالمين  

هناك

هل بقيوا يتذكرون زمننا

معهم

هل مازالوا يعيشون بملحمة

الكافرين و يعبثون

أم مازالوا يلعبون بسيرة التأمل

والانحراف

فالقصائد فقدتْ شهيتها وتناثرتْ

رونق الكلمات

بواحة الخيال مازلتُ أمشي

بمنحدرات الهزائم 

والأيام بمرها بقيتْ 

تجسد دور المقتول بكل المرايا

لأبكي بوجع الطعن

سأرحل 

سأرحل مع الريح المسافر

للعدم

و سأتعلم الشعر جيدا  

بظل اليأس

لأرتقي لمستوى الحالمين

بالقصيدة

من بعد كل هذا العناء

والألم

فأنا لست بحاجة إلى الهواء

لأتنفس الحياة 

فيكفيني بعض الكلمات من

أطراف القصيدة لأحيا

بها


الكاتب 

مصطفى محمد كبار. 

19/9/2023‪



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حروف من الألم//الكاتب فوزي سليم

 #حروف_من_الألم: كيف يكتب القلم.!؟  ما أشعر به من ألم...  على جثث تفجرت ثم صارت رمم......  لم تجد من يخرجها فدفنت تحت الردم. ياأمة تفرقت وتش...