عيون باسمة
حبهما كان صادقاومن شدة صدقه أرادا الإعلان عنه، لكنها الضروف غالبا ما تأتي مخالفة للأماني، وتجري رياحها عكس اتجاه رغباتنا أندلعت ثورة الجياع، وكان هو ثائرا متمردا على الظلم والطغيان، أنشغل عنها لحب أكبر من حبه لها أنه حب الأوطان فاضطربت مشاعرها هما وحزنا، فقلبها الصغير لم يكن يدرك عظم المسؤولية التي كانت ملقاة على عاتقه، ذلك الحبيب الأقرب إليها من الوريد إلى القلب، وبين هرج ومرج الثورة ضاعت أخباره لفترة، أخذت الوساوس منها ماأخذت بقيت تنتظر منه أي خبر، لأنها كانت تخشى عليه من الضرر لا زالت تراقب عند الباب علها تجد لأسألتها أي جواب، كانت ترقب بعيون حزينة، فقدت السكينة تتمنى أن تسمع عنه أي خبر لتحصل على الطمأنينة ترى هل نساني أم أنه أصابه مكروه لسانها كان يردد بالدعاء خيرا له وشرا على الأعداء، كانت تخشى أن يلم به مكروه أحتارت ماذا تفعل؟ وكيف السبيل إليه؟ فما أصعب الانتظار، وما أقسى عناده عندما كانت تطلب منه أن يوافيها أولا بأول بالأخبار، الأحوال كانت تزداد سوء في نشرات الأخبار، وسقوط الشهداء والجرحى والاعتقالات المقصودة والعشوائية كان أمرا شبه يومي، في كل يوم عندما يسدل الليل خماره الأسود عليها بقايا خوف من المجهول كان يرافقها، وفي رحلة ذلك الأرق اليومي الذي كان يبدو وكأنه لاينتهي كانت روحها صامتة، رغم أن جرحها بغيابه ثرثار ينتظر من الروح به أن تبوح إلى أن أتاها الخبر، وأنه جريح في أحدى المستشفيات الخفر،
ترى هل هو سالم؟ ياربي ماأطول الطريق! أخيرا وصلت إليه هدأت لأن عيونه كانت مفتوحة أقتربت منه شيئا فشيئا كان مبتسما وعيونه شاخصة إلى مقعده في الجنة.
الكاتب
هيثم الزهاوي.
23/9/2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق