ماهو أفضل كتاب
سئل الشاعر الكبير _ محمد إقبال _ ماهو أفضل كتاب
قرأته في حياتك فدخل مكتبته وعاد يحمل القرآن الكريم وقال لسائله هذا دائرة معارف الكون ولا شك أن البلاغة القرآنية وإيقاع الكلام الإلهي وطريقة نظمه وموسيقاه المعجزة ألقت بظلالها على شعر الشعراء وسأشير هنا إلى جزئية وهي طريقة وأسلوب انتهاء الفواصل وهي نهايات الآيات القرآنية سواء بجرسها وارتباطها بما يلائم معنى ما قبلها وتنوعها في السورة الواحدة من حيث تدفقها وتكرارها وتنوعها مما يجعل الروح والنفس تحلق في عالم علوي يبعثه النغم المتناسق المتلاحم لا لغاية النغم وإنما لتأكيد حقيقة يريد تأكيدها كلام ربنا سبحانه ولا شك أنّ الشعراء قد اتنبهوا لهذه الفواصل واستفادوا من تلونها وتكرارها وتنوعها في قوافيهم وتجلى ذلك بشكل واضح في الشعر العربي الحديث _ شعر التفعيلة _ ولا أشك لحظة بأن شعراء التفعيلة أنهم انتبهوا لهذا الأمر فكان أحد أسباب ثورتهم على الشعر الكلاسيكي وقافيته الواحدة فنوّعوا من قوافيهم في القصيدة الواحدة وكلّ هذا من أجل ضخ القصيدة بهذا النغم الموسيقي السمفوني أما عن الإبداع في ذلك فيتعلق الأمر بقدرة كل شاعر وإمكاناته البلاغية والموسيقية وإحساسه بنغم الكلمة وأعتقد جازما بأن من إبدع في ذلك فإن للذكر الحكيم أكبر الفضل والأثر من حيث يعلم أو لا يعلم إذ لا بد للإنسان أن يتمثل بما يسمع ويقرأ وهذا ما جعل الكبير نزار قباني يصف سورة مريم بأنها القصيدة الإلهية وهو يعرف حق المعرفة _ وماهو بشعر _ وما هو بقول شاعر مجنون _ إن هو إلا ذكر للعالمين
لقد سحره النغم كما سحر من قبله بلغاءهم _ الوليد ابن المغيرة _ أعلمهم بالشعر وسجع الكهان وإن أختلف الإثنان فالأول أقرّ وأعترف وقال قصيدة إلهية والآخر عاند واستكبر وأدبر وقال _ إن هذا إلا سحر يؤثر
الكاتب
عبدالله دناور
11.8.2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق