قلوب حائرة
(إليْها : إلى من ْ أحبها)
إليْها .. إلى من ْ تُحبُنِي و أحبها ..
إليْها : يا من تُحبيننِي .! ..
لا تحزني .. ولا تغضبي أبدا ً ..
ضَاع َ العُمْر ُ يا ..صَغِيرَتِي ..
لا تَحْزَنِي إنْ فاتَنِي الأجل ُ ..
فآخرُ كلِ ليْل ٍ يَبْزُغ ُ الفجرُ ..
وبيْن قهر ٍ وجُرْح ٍ يَنْبُت ُ الأمل ُ ..
لا تُقهري نفسَك ولا تجلِدِي ..
ذاتَك ِ إنْ حَاصَرنِي زَمَاني ..
وضَاقَ بي الحُلْم ُ .. وانحسَرَتْ ..
خطاياي َ في القهرِ والغُربة ِ ..
فإنَ الذنوبَ بدمعِ العيْن تغتَسِل ُ ..
أحلامُنا تُلاحِقُنا تجري وتُسْرِع ُ ..
لا ندري أنلحقُ بها .؟ ولا نصل ُ ! ..
كلُ الفُرْسَان ِ ذهبوا .. ولم يعد ْ ..
إلا من ْخَافوا .. ومنْ بهمْ وجَل ُ ..
لا تسأليني يا إبنتي عن ْ مصيرِنا ..
وماذا فعلنا .؟ وماذا غيرُنا فعلُوا .؟ ..
فلقد ْ ضاعَ العُمْر ُ يا إبنتي ..
ولم ْ يعد ْ أمامنا إلا الأمل ُ ..
زمن ٌ مهيب ٌ .. عُمر ٌ طويل ٌ ..
تجرعنا حُزْنَه ومُرَه مرَارَا ً ..
مْرَارَا ً .. وما كان لنا حِيَل ٌ ..
ذُقنا مرار َ العيْش ِ علقما ً ..
ألفنا مُرَه حُلْوا ً.. ما كان به عسل ُ ..
حُزْنُ القلب ِ عميق ٌ غائِر ٌ ..
يُؤِلِمُنا .. فكيْفَ الجُرْح ُ يندمل ُ .؟ ..
لا تسأليني يا إبنتي لِماذا ضعْنا .؟ ..
وضَاقَ بنا الحُزْن ُوألمُ القلبِ يعتملُ ..
ورغم َ الحُزْنِ والضِيق ِ عِشْناه ُ ..
وما زلنا لآلامِه نصبرُ ونحتمل ُ ..
لا تسأليني ولتسألي القهرَ والظلم َ ..
هلْ ضَاقَت ْ به وبنا السُبُل ُ .؟ ..
مَتَى ذُرِفَت ْ دمُوع العيْن ِ مقهورة ً .؟ ..
ما تجمد َ منها وما انسابتْ به المُقَل ُ
ومهما ضاقتْ بنا الأرضُ بمَا رَحُبَتْ.
فلا زالَ في البُعدِ شعاعُ الحلم ِ يكتملُ.
تحية ً منا لمن ْ عشنا معهم حًباً ووُداً.
ومن عاشُوا ومن فارقُوا ومن رحلُوا.
فلتُروَي الأرضُ بدمُوعِنا حُلما ً وأملا ً.
عَسَى أنْ يتحقق َ لنا الحُلْم ُ والأمل ُ.
إنَ أحلامَنا جبل ٌ هائِل ٌ خِضَم ٌ.
هلْ نظلُ في السفح ِ أمْ للقِمَة ِ نَعْلُو ؟
يا ابنتي يا نور عيْنايَ لا تحزني.
يا فرحة في القلب ِ لا أكِلُ منها ولا أمَل ُ.
عيْناك يا نجلاءَ العيْنيْن ِ يا واحة َ عُمْرِي.
ظللت ُ عُمرِي أُغني للحبِ وأنشدُه.
والحُبُ راح َ وضَاعَ منه الحُلْم ُ والأمل ُ.
كم ْ عانقتني حرارة ُ الشوْقِ في صدْرِي.
وكمْ راودَتْنِي نِيرَانُ السُهْدِ وأحتمل ُ.
عِشْت ُ فيها لهيبَ الشَوْق ِ والخَجَل ُ.
ما دام َ للحبِ مكان ٌ في صدُورِنا.
وما أجملَ جَذْوتُه تخبُو ثم تشتَعِل ُ.
لا تغضبي أبداً أبدا ً صَغيِرَتِي : فإنه
ما طال َ ليْل ٌ إلا عندَ الصُبْح ِ يَرْتَحِل.
ولا زالَ حُلْمُنا يُطْوَى على أمل ٍ.
وعند بُزُوغ ِ الفجر ِ يحيا الحبُ والغزلُ.
وتُرْسَم ُ ابتسامة ٌوَضَاءة ٌ على مُحيانَا.
حين َ عُيُوننا بضَوء ِ الشمس ِ تكْتَحِل.
فالحبُ دَوْما ً يعيش ُ في أمل ٍ.
فالحُلْم ُ يمنح ُ قَلبيْنَا ما لا يَمْنحُ الأجل ُ.
الحُلْم ُ يمنح ُ قَلبيْنَا ما لا يَمْنحُ الأجل. ُ
الكاتب
حسين نصرالدين.
22.8.2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق