يا ليتني
يا ليتني لقلقا
ولي الأجواء بكامل
وسعها وحريتها
سمكة ولي البحر
عصفورا ولي شجرة العوسج
صخرة أبدية في ضفة نهر
عشبة أمدّ جذوري إليه
يمر بقربي الماء
فأشعر بالرذاذ دائما
أستمتع بمنظر الأشجار
في كل الفصول
أضحك إذا ما أورقت
وأزهرت وأثمرت
وبدلت لباسها في الخريف
شجرة لوز وحيدة فوق رابية
أفرح بالربيع أنا والشقائق
بلا احزان نرقص كلما مرّ النسيم
سفينة أنقل الناس حيث يرغبون
يا ليتني كثيبا في صحراء
تنقله الريح من مكان لآخر
فالمهم ألا أشعر بالملل
يا ليتني القمر أنا والنجوم
ننير لهؤلاء المساكين
البشر دروبهم في الليل
الشمس بشروق جديد كل صباح
أنثر قبل الضوء طول النهار
يا ليتني غيمة صيفية
أمنحهم ظلي على الأقل
طريقا مستقيما سالكا بلا عثرات
ليعبرون إلى أمانيهم بسهولة
وأقصر وقت
يا ليتني أحلامهم لآتي بنفسي إليهم
دون مشقة تستنزف عمرهم
وفي النهاية لا شيء
وإن كانت الاحلام تحتاج لسعي
ما أكثر الأمنيات في نفوس البشر
وأغلبها مستحيلة
يا ليتني لم أكن شاعرا كم يقولون
فأن تكون شاعرا فستظلّ
تحمل همّ الأشياء طول العمر
وعقلك مشغول بكينونتها
يا ليتني أيّ شيء
فأن تكون آدميا فهذا يعني
أنك في الدنيا فقط
تتسلى بنزع الأشواك
من قلبك وروحك
من البداية حتى النهاية
الكاتب
عبدالله دناور
٢٣/٨/٢٠٢٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق