حرف من حجر
اضرب
جمجمتي بألف
حائط
لأصحو من الثبات
العتيق المر
لأعلم أني أين كنت
و متى ولدت
و كيف متُ مضرجاً بدم
الشبح
و لأي زمن وصلت
بانكساري
فأمسك بيدي حينما تشرب
نبيذاً مغشوش
و تمضي في الضياع وحيدا
مكسورا إلى السراب
شتتني يا أيها الحرف
إلى حيث لا ينبت قمحاً
كن قاتلاً مميزاً عن
الأخرين
و ارميني لحضن نجمة تسكن
ضباب الغيم
و اسقطني ثانيةً لباطن
الجحيم
حيث أتوجع أكثر
هناك
و إن شئت أن ترتاح أكثر
من همومك
افتح صدري بسكينٍ حاد
لترى
صورة الحياة الحقيقية
إن أردت ذلك
أو اخرج ْ
كل جروحي من أحشائي
جملةً واحدة
و هذا الكبد الأسود المشنوق
بدمائه
السايل في السقوط نحو
الهاوية
أو اعصرني مثل الحجر
رملاً
رماداً
كحلاً بعين الشمس
لتراها أجمل
لتدرك طريقة الوفاة
كيف كان بالمدى
الشاحب
و لا تتردد أو تخاف على
جسدي
بألمه من مهارة الذابح
الطاعن
أو من سقوط رأسي
مقطوعاً
بين حوافر الكافرين
فجسدي قد أصبح يتقن
تماماً
رقصة الضحية بوقت الوجع
و الهزيمة
فأنا الآن مثل حجر
القبور متجمد
لا أشعر بأي شيء
و لم أعد أملك الأحاسيس
أو
مشاعر مرهفة مثل الفراشة
لأبكي بفراق الروح
فأنا دائماً ألملم خيبتي
من تحت ظل الموت
القديم
فأجسُ نبض كل متوفي غريب
بطريقي
و أمضي برعشة النعش نحو
الغياب
كي لا يخاف الميت
مثلي
من الوحدة الباردة بسفره
الراهب
و بكل حين تراني أقطع شريان
الشبح العصبي
من ثوب الريح الممزق
لآكمل الطريق إلى حيث
ترقد الروح المتعبة
بسلام
فأحياناً هناك أشياء كثيرة
بداخلي
تنوح وجعاً و تصرخ
آه آه
فأغض النظر عنها متعمداً
لا لشيء
كي لا أحمل ذنب الغريب
المصدوم
بصورة الموت المخيف
فالموت تراه دوماً بأرواحنا
حاقدٌ و شرير
و الموت ليس حقٌ علينا
دائماً
لنباركه بهزيمتنا المدوية
فهناك رسائل دونت على
جدار الزمن
بلا أسماء تقول لنا
قبل موتك الذليل اسجد
للشيطان
المتمكن بلغز الإلتقاء و
التشبيه
فوحده يملك مفتايح
الحياة
فامشي بالمقلوب يا أيها الغريب
بسيرتك القاسية
مع القافلة الشقية بكل ركنٍ
و زاوية
من زوايا الحياة
و بكل طريقٍ مكسور
ابكي على خيبتك
كي
لا تضحك عليك الأصنام
الغبية إن شاهدوك
و أنت تزرع وردةٍ متحجرة
بين أحرف القصيدة
لتحلم بصباح غدك
الغائب
بعطر نهارٍ جميل
لتبتسم قليلاً قبل الرحيل
بوجه الموت
حينما يرحل الليل بخيبته
من أرواحنا الساكرة
و إن دعاك اليأس بهجرة
الأحلام
تذكر بكل يومٍ
جديد
كم مرةٍ حلمت لتعيش
هناك بالعدم
و كم من حلمً دفنته بين جدران
لياليك المر
قبل أن تكتب وصيتك
الأخيرة
فإن تذكرت َ وجعك
الأخير
دون اسمك بحرف
الحجر
بين أسماء المتوفين
القدامى
و أشرد طويلا بفكرة القصيدة
المعزولة
الكاتب
مصطفى محمد كبار
31.8.2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق