نبض نخلة: حرف من حجر//الكاتب مصطفى محمد كبار

الاثنين، 31 يوليو 2023

حرف من حجر//الكاتب مصطفى محمد كبار

 حرف من حجر


اضرب  

جمجمتي  بألف

حائط  

لأصحو  من  الثبات 

العتيق  المر

لأعلم  أني  أين  كنت

و متى  ولدت  

و كيف  متُ  مضرجاً بدم

الشبح

و لأي  زمن  وصلت 

بانكساري

فأمسك  بيدي  حينما  تشرب  

نبيذاً  مغشوش 

و تمضي في الضياع وحيدا  

مكسورا  إلى السراب

شتتني يا أيها الحرف

إلى حيث  لا  ينبت  قمحاً

كن  قاتلاً  مميزاً  عن

الأخرين

و ارميني  لحضن نجمة  تسكن 

ضباب الغيم 

و اسقطني  ثانيةً  لباطن 

الجحيم

حيث أتوجع أكثر

هناك

و إن شئت أن ترتاح أكثر  

من  همومك

افتح  صدري  بسكينٍ  حاد

لترى 

صورة الحياة الحقيقية

إن  أردت  ذلك

أو اخرج ْ

كل جروحي من أحشائي  

جملةً  واحدة

و هذا  الكبد الأسود  المشنوق 

بدمائه 

السايل في السقوط نحو

الهاوية

أو  اعصرني  مثل  الحجر

رملاً 

رماداً  

كحلاً  بعين  الشمس  

لتراها  أجمل

لتدرك  طريقة الوفاة  

كيف كان  بالمدى 

الشاحب

و لا تتردد أو تخاف على 

جسدي 

بألمه من مهارة  الذابح

الطاعن

أو  من سقوط رأسي 

مقطوعاً

بين حوافر الكافرين

فجسدي  قد  أصبح  يتقن

تماماً  

رقصة الضحية بوقت الوجع

و الهزيمة

فأنا  الآن  مثل  حجر  

القبور متجمد 

لا أشعر  بأي  شيء

و لم  أعد أملك الأحاسيس  

أو 

مشاعر مرهفة مثل الفراشة 

لأبكي بفراق الروح

فأنا دائماً ألملم  خيبتي  

من تحت ظل الموت  

القديم  

فأجسُ نبض  كل  متوفي غريب 

بطريقي

و أمضي برعشة النعش  نحو

الغياب

كي لا يخاف الميت  

مثلي  

من الوحدة الباردة بسفره

الراهب

و بكل حين تراني أقطع شريان 

الشبح العصبي 

من ثوب  الريح  الممزق

لآكمل  الطريق  إلى  حيث

ترقد  الروح  المتعبة 

بسلام

فأحياناً هناك أشياء كثيرة

بداخلي 

تنوح وجعاً و تصرخ  

آه   آه

فأغض  النظر  عنها  متعمداً

لا  لشيء  

كي لا أحمل ذنب الغريب 

المصدوم  

بصورة الموت المخيف

فالموت  تراه  دوماً  بأرواحنا

حاقدٌ و شرير

و الموت  ليس  حقٌ  علينا

دائماً

لنباركه بهزيمتنا  المدوية 

فهناك  رسائل  دونت  على

جدار  الزمن  

بلا  أسماء  تقول لنا

قبل موتك الذليل  اسجد 

للشيطان 

المتمكن  بلغز الإلتقاء  و

التشبيه

فوحده  يملك مفتايح

الحياة 

فامشي بالمقلوب يا أيها الغريب

بسيرتك القاسية 

مع القافلة الشقية بكل ركنٍ

و  زاوية 

من زوايا الحياة 

و بكل  طريقٍ  مكسور  

ابكي على خيبتك

كي 

لا تضحك عليك الأصنام

الغبية  إن شاهدوك 

و أنت  تزرع  وردةٍ  متحجرة  

بين أحرف  القصيدة 

لتحلم  بصباح  غدك  

الغائب

بعطر  نهارٍ  جميل

لتبتسم  قليلاً  قبل  الرحيل

بوجه  الموت

حينما  يرحل  الليل  بخيبته  

من  أرواحنا الساكرة

و إن دعاك  اليأس بهجرة

الأحلام

تذكر  بكل  يومٍ  

جديد  

كم  مرةٍ حلمت  لتعيش 

هناك  بالعدم

و كم من حلمً  دفنته بين جدران  

لياليك  المر  

قبل  أن  تكتب  وصيتك 

الأخيرة  

فإن  تذكرت َ  وجعك

الأخير

دون  اسمك  بحرف  

الحجر

بين  أسماء  المتوفين

القدامى 

و أشرد  طويلا  بفكرة القصيدة 

المعزولة


الكاتب 

مصطفى محمد كبار

31.8.2023



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رفقا بالقوارير// الكاتبة إكرام التميمي.

رفقا بالقوارير  واستوصوا بالنساء خيرا ..  هذا قول رسولنا وحبينا  احجلالا لمكانتها العالية  فكفاكم استعلاء أيها الرجال ..   كفاكم قهرا للنساء...