الشاعر الجليل
أنا لست قابيل وهابيل
بل شاعرٌ
أجس نبض الحكايا في
الشعر
وأضعها على باب الحجارة
كالمراسيل
رغم كل الصعوبات وكل
العراقيل
أنا لمثلي
تماثيل من نور
بضوء القناديل
لمثلي شغبٌ بضمير
السماء
لا النار يوصلني
لأحيا
ولا ماء الخليل
كم أنا حاقدٌ على
القصيدة
فكل كلماتي بقايا أحلام
مدفونة
بظل النخيل
هي مثلي في النسيان
نائمة
وبالقرآنِ والإنجيل
أنا والقصيدة تائهان
معاً
نشتت الصواب على دروب
اليأس
ونسترشد بالذئب
الأكيل
فلا نحيا واثقين
بالحياة
لنعود لواحة الشياطين
وكل أيامنا هي
رعبٌ وسجيل
كل مفرداتي هي انفجارٌ وكارثة
كنار البارود مشتعل
بألف فتيل
فالموت ليس حق علينا
لنباركه
بل حربٌ للقاتل المأجور
بجسد الضحية
فكيف الموت استكمل
وثيقة الوصية
إذاً
وتناثر من حولي نقدُ
وحماقة المهابيل
أنا عن نفسي مستغربٌ
لهذا التفكير
كرمٌ دائم للحقير و طعنٌ
للطيبِ الأصيل
و هذا الجرح بطريق
الوجع
كيف أرده للوراء
للنسيان
و جرحي ليس له دواء
بكل صور الأشعة
بكل التحاليل
فأنا لن أشفى من الحمى
والرشف البارد
قلبي ليس له آخرٌ أحمق
يشبهه
أو مثيل
كيف مازال يغتالني العمر
بسواده و يمضي
وجرحهُ يغدو خاسراً
ساقطٌ ذليل
فأنا هكذا دائماً بسيرة
الشقاء
أعطي الحياة لمن لا
يستحق الحياة
وأقتل ذاتي التائه
النحيل
فإعتذار
من هذا العمر
المغدور
من هذا الزمن المر
الثقيل
وإني لست كافرٌ بحق
أحد
ولم أرتكب ذنباً بما
يكفرني
وبالخير والتسامح كريمٌ
لستٌ ببخيل
ولا أسير بمسار
البشر
مختلفٌ تماماً أنا بأضرحتي
ومكتئبٌ بالوغى
لا شيء يشبهني بهذا
الكوكب الكبير
وحيداً أرتحلُ بجسد
الموت
فلا أخشى من القيامة
و إن فاض الكيل
أرقٌ يكاد أن يكون
أقذر
من الكفر
والروح غدت ْ تنازع الموت
بالويل
أنا لمثلي تماثيل ٌ
من ذهب
و حكمٌ ببوح القصيد
و سيف يرنو بالأقاويل
هل يبدو أنني قد أكثرت
بجرعة الخمر
حين انكسرت هناك مع
الكلمات
فشاخت كتاباتي كلها
على أحجار الرحيل
وملحمتي الشعرية
لما بقيت تشهق من اليأس
بالبكاء والعويل
هو ثوب خيبتي قاهرٌ
بنشيده
والدمعُ مطرٌ دام بوجه
العرش يسيل
ألف أمة ماتت بعيني
بجهلها
مقتولة هي صلواتي
وألف ديانة
لا تردني للتوبة بقلبي
القتيل
فهل ستغضب مني الملائكة
والرسل
هل سألقى حتفي بهذا
الظلم الغليل
فإني جرحٌ ماضٍ عتيق
يجرُ ورائه
أضرحة الأيام والحسرة
أطنانٌ وتراتيل
لمثلي لهم
أحلامٌ بأجنحة
الريح
فكرٌ يتسع أن يحمل
الرقص والغناء والشجن
بحزن المواويل
وحي القصيدة هي
عبادتي
وكل المفردات هي
نجومٌ
تختزل المعنى بالمدى
الطويل
لكن حقائبي بالأحلام
هي بقيت خالية
خائبة ليس لها
سبيل
وجدران أحزاني
قلاعٌ
عالية ناطحة للسحاب
حنين ٌ لمن ماتوا
بعيدين
ونوحٌ يشدُ طعنه بالجسد
كدخيل
هكذا أمضي بالضباب
بسر الندامة
شغبٌ بدرب الموت
وقلمٌ يدغدغ بجدار
الليل
ليهزم المستحيل
ضجري يصارعني بذكرى
الراحلين
وألمٌ في القلب ولا
أدري
لماذا بكبر هذا الوجع
القلبُ لا يستقيل
دوماً لغيري هناك
راحةٌ
بوطن النعيم وأوسمة
وجحيمي عاثرٌ
لماذا تنثرني هلاكاً
ولا ترضى بنجاتي
ولا بأي
بديل
أنا الشاعر الوحيد
قلمي من ضباب
أنا الشاعر الجليل
سجيل واد في جهنم
و طين متحجر
الكاتب
مصطفى محمد كبار
29.7.2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق