تساؤل، أمنية؟.
أما قبل؛ كيفَ حالكَ يا طيبِ الطباعِ؟ الله أسأل السلامةُ لقلبك.
أما بعد؛ هُناكَ تساؤل يطاردُ أخيكَ أينما حَلَّ وأيما قصد، نعم يطاردني كما قرأت فلا تعاود القراءةَ للتأكدِ وأكمل ما بدأتهُ فأنا أعي جيدًا الفرق بين يُطارِدُ و يُراوِدُ، لكن قبل أي شيءٍ هل لي أن تعيرني اِنتباهكَ للحظةِ لو أمكن؛ فأنا لدي مطلبٍ ولا أظن بأنهُ من المُستحيلِ تلبيتهُ؛ فما أطلبهُ أمرًا هينًا والله أسأل ألا يَضيقُ صدركَ لأنكَ قد تجدُ الحرفُ حزين بعض الشيءِ. اِتفقنا؟. حسنا؛ بدايةً منذ فترةٍ وأنا لم أجدُ جوابًا لتساؤلي الذي ستعرفهُ بعد قليلٍ ولم أرزق بشيء شافٍ يمحو ما أصابَ العبد المسكين؛ نعم تَساؤلُ صرتُ بسببهِ لا أعلمُ من الدائنِ ومن المدينِ!! أما عن التساؤلِ..
من أنا؟.
هل أنا ذاكَ الشخص الذي يُمدح في المجالسِ؟ أم أنا سيء الذكرُ الخائنُ الملعون؟ أم أنا شخص آخر لا أشبهُ الأول وبعيد كل البعد عن ذاكَ المذموم؟.
لحظة إياكَ والسخرية فأنا لست بالشخص المُذبذب الهشّ، فأنا رجلٌ بمعنى الكلمةِ كما يُقال ولدي حِس سَادسٍ ومن الممكن أن تقول أنني قارئٌ للفِكرِ، ولكَ أن تعلم أن الناس تراني (حَاد الطباعِ، عصبي المزاجِ، مُرهفِ الحِسَّ، هادئَ الأعصابِ، مِقدامٌ و هُمامٌ، مُتخاذلٌ و منطوي، وكثيرٌ من الصفاتِ المُتناقِضاتِ ) لهذا يطاردني ما ذكرته، لكنني لن أخفيكَ سِرًّا بأنني أعلمُ شيئًا واحدًا ولاشكٌّ فيه، أو تدري ما هذا الشيء؟ أنا نفسُ الإنسانِ الذي يراهُ الناسُ؛ نعم شخصٌ واحد ليس بالمتلونِ لكنها أعين أحبه و طِباع حساد، وبما أنني أعطيتكَ سري، دعني أزيدُ عليكَ بآخر وهو..
أخيكَ على مشارف السبعِ والثلاثين من أسفار أعماره ولم يدق الربيع بابه، نعم فحياته كلها خريف تساقطت فيه الأحلام و جفت فيها الأمنياتِ، ولا يعلمُ ما هو سرُّ الحرمانِ، هل أنا خلقت بدون حظ؟ أم أن الرهق يهواني؟.
الحاصل أنني متعبٌ والله وتالله وبالله كم أنا في أمسِ الحاجةِ للفرحِ ولو لساعة واحدة ليس أكثر، نعم أخيكَ يتمنى ذلكَ الأمر حتى وإن كُتب للغيوم صحبتهِ طيلة ما تبقى له من أنفاسٍ، نعم والذي نفسهُ بيد من رفع السمواتِ أخيك يريد تجربة شعور السعادةِ لمرة واحدة فقط حتى وإن زال عنه بصيص الآمالِ.
ختامًا؛ لا أجد إلا أن أقول:
"رباهُ تعلم حال عبدكَ وتعلم كم حجم المعاناةِ، فهب لي فرحة تمحُّ الأحزان، فالناس ترى الثغرُ باسما والقلب ملكُم من كثرةِ الأوجاعِ ".
الكاتب
محمود أبو زيد باشا
15.3.2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق