الأجير
بكرتْ عليّ ببسمةٍ فلقفتها
لقف المحبّ لقبلة في المهجع ِ
ووثبت من بين الأريك مرددا
أحلى السلام لشادن لم يفزع ِ
قالت هذاك العطر في الرف الذي
يتلو النقاب على شمال المخلع ِ
ما أسمه ما سعره لخريدة
تزهو بكل منمّق وملمّع ِ
قلت العطور وأهلها لك قد مضت ْ
والسعر يخفضُ للغزال الأتلع ِ
فتبسّمت ْ ثم استدارت نحوه
ترنو بعينٍ شرهة لم تشبع ِ
مدّت ْ يدا بيضاء تلتمس الشذا
فكأنّها مدت لساكن أضلعي
فتنشّقت ْ منه وفاح أريجه
بالكف والصدر الذي لم يهجع ِ
أضنى الفؤاد المستبيح جميلتي
عطر تبدد والأصابع لا تعي
إني الأجير فهل تنبّه غافل
من مالك بطران لم يتورّع ِ
إن شمّ هذا العطر أحصى دخله
جرد العطور وغيرها بالأصبع ِ
فتعجّلي وخذيه دون تردد
أمّا الحساب يجيء بعد تقرّعي.
الكاتب
عبدالحليم التميمي
16.3.2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق