العشاء الأخير
قالوا لملم بقاياك .. حان الرحيل
لقد شيد الوطن !
فنظرت من بين جراحي والحدائق
وجدت مدينة مبنية من سراب
سماؤها مبللة بالدمع والسحاب
وبين الدهشة وأنفاسي المخنوقة
سمعت صوتا يردد ..
ياوحدنا بالأكفان .. لاتتركونا بالميدان
صداه يخرج الآهات من أحشاء الفجر
يوحي بحروف المتعبين ..
من الغيم الكثيف
فانتابتني عتمة العشاء الأخير
نهضت من غفوة الكفن
بخطواتي المشلولة من عذابات الوداع
أكتب بنفس الوجوه الشاحبة
و الأجسام الناحلة ..
على وتر الصمت يعزفني الوطن
وبين ظلال النخيل سؤال وسؤال ..
هل انحنى كبرياء التاريخ ؟
هل تآكلته واحات الضباب ؟
هل ابتلعت الأرض أنفاس العرائن ؟
هل ضاع الربيع عن الأبواب الناعسة؟
ومن جمرة الانتظار .. تدفقت الهواجس
تطوي جسمي .. فوق ضباب الحلم
تعجنه الكوابيس فوق النوافذ الباردة
وفجأة. .تهب رائحة العتمات الهاجمة
على رغيف المقابر
تكبلني برائحة الإعجاز
فنزف القلب وترجل قلمي
يسيل لغة صفراء .. حمراء
لقد هرم العدل وانكسر الزمان
حين تشابكت الآهات بأرصفة الأرجوان
وتعثرت بأهداب أكاليل الرمان
نقشت في الدم قصيدة
لزيتونة مازال يفيض بحر عينيها
لهديل الحمام المبحوح
هل كبلوا الأرض بالجليد؟
أم هناك أرض
ستنبت سنابل شامخة شموخ السرو
رغم زمن الأقنعة. !
خنساء فلسطين
قصيدة من ديوان الشمس القتيلة
غزة فلسطين
الكاتبة
رحاب كنعان
2.3.2023
رووعاتك🌺
ردحذف