كم خاب ظني
أخرج من البيت كعادتي
صباحاً
دون أن أشرب القهوة
لوحدي
عند نافذة غرفتي تجلس
حمامة نادمة
و مازلتُ مشغولٌ بفكرة
الوحي القديم
هل أدونها على الورق
أم أسيرُ بها لوقتٍ
آخر
فأمشي بشارعنا المحفر
و قدماي ثقيلة الخطى نحو
الجنون
كشارب الخمر الثمل
تائه بسكرته
تارةً أتمايل لليمين و تارةً
أتمايل للشمال
لا جدارٍ تسند ظهري
و لا ظلي المكسور بقي
يحملني
لأعبر معه وجع
الحكاية
كم خاب ظني
حين ولدتُ حجراً
قبل موعد الليل
دون أن أحفظ حروف
أسمي
و كم أدهشني ضجيج
بكائي
بلحظة الهزيمة و سقوطي
من رحم ماضٍ
منصرم
أني لبستُ ثوب العناء بأُولى
البدايات
و قلتُ خذيني يا أيتها
الحياة
علميني كيف أسيرُ على
الأرض حافياً
علميني كيف أُرتبُ تفاصيل
هذا العمر
على دروب السفر
و أكتبي على جدار البؤس
و الشقاء وصيتي
للنجاة
كنتُ هناك بلا وعي
في المجهول
لا شيء يزعجني في الحلم
البعيد
و لم يكن لي قبل ولادتي
معناً بصورة المرآة
كالسراب كنتُ
حين حملني الريح و عدتُ
بخيبتي
كم خاب ظني
يوما ارتمت بنجمةٍ
سوداء
و استكمل نوح وجعي
فالهزيمةُ ملكي وحدي
و هذا الجرح هو تعب
الخاسرين
هل أنا حقاً أنا يا أيها
الغريب
بماذا حلمتْ حين حضنتني
لحظة التقينا بخانة
الساقطين
أمشي في المنام واقفاً
بين دخان حلمي
و أشتكي من زعزعة
الضياع
لا الأمسُ يمضي من وجعي
ل ينساني
و لا الغد مبشرٌ لي بوجه
الغسق الشاحب
مازلتُ غير مكتمل الأوصاف
ينقصني شيء في الخيال
لأحيا به
كلما أحسستُ بالفراغ
العاطفي
ضجرٌ بمر الوقت يسرقني
و ضجرٌ في المساء يشدني
إلى حيث الصمت
الباكي
معي فقط زجاجة الخمر
منقوصة الثمل
و بجانبي أكياس القمامة
تروي
للقط الجائع سيرة
العدالة
فأنا ضائع بين القصيدة
و بين ذكرياتي
و دائماً أشعر بالقلق و الخوف
من الآتي
بالأمس خاب ظني
حينما مشى النملُ بشكل
قافلة
هرباً من دعسة سيارةُ
سياسي منافق
كان هناك خلف الأسلاك
الشائكة لي
قبر أمواتي قبل الإعصار المعيب
فتلاشت تلك النظرات
حزينة
يا أيها العمر البائس
لما تبعثرني على دروب
الغياب
لا و ألف لا أنا لغربتي
لهذا المنفى الطويل
لما أتحجرُ من التزمر لست
أدري
فالغيم يجذبني بلون
الضباب
لكنه لا يحملني لذاك
المنتظر
لأعيد لذاتي ذاك الشيء
المفقود
فكم خاب ظني
حينما أدركتُ بأني بزمن
أشباه البشر
و ذاك المقتول الغريب هو
أنا
أحلم بصورة السراب
دون أن أعتذر من نفسي
فالقصيدة دائماً بين يدي
ينقصها الترتيب
و المعنى بمخيلتي .............. هابط
الكاتب
مصطفى محمد كبار
18.3.2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق