التوتة العجوز.
ماجدة الصباغ
عند شجرة التوت كانت حكايتها
تقدمت متثاقلة الخطي
بهدوء الهٍرم اقتربت من التوتة وضمتها
دموعها تبلل وجهها
وعبير الذكريات يدور حولها
لفت بعينيها المكان
لتري كل ما كان
ذكرياتها تحاصرها
تناديها تناجيها تسامرها
لتري ذكرياتها مع الأهل والخلأن
كأنه في التو كان
هنا جلسة العصاري
بجوار النبع الجاري
وشاي الحطب
ورائحة التراب مع شقاوة الألعاب
نظرت للتوتة العجوز
شاخت فروعها هرمت غصونها
نادت بأعلي الصوت
أيا شجرتي هل تسمعينني
هل تعرفينني
أمازلتٍ تتذكرينني
دموع التوتة رأيتها
وهي تحتويها وتضمها
قالت كيف أنساكٍ أو أنسي أباكٍ
الذي زرعني فثيلة وكرمني كبيرة
إسألي الأرض حولنا
وكل شيئُ هنا
نادت التوتة الأرض
وهي تحتوي صاحبتُها
لتبقي معها في أحضانها
قالت الأرض من فرحها
وكيف تنسي الأرض أصحابها
قالت التوتة
خذيني حبيبتي خذيني
إقتلعيني من جذوري من طيني
لأكون معك لا تتركيني
قالت لها
سأعود حتماَ سأعود
حتي لو فرق الزمان بيننا
وأنهي الموت أعمارنا
سأعود
لينثروا ترابي فوق ترابك
ويٌسعد التراب ترابك
لن أترك أرضي وطيني
هذا قسماً لك فلا تنسينه وتنسيني
فقط تذكري كلامي وإذكريني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق