أوراقُ العُمرِ
كلُّ سنةٍ أجمعُ
شتَاتي
وأسَافرُ عبرَ
الزمنِ الآتي
تَمرُّ سنةٌ
وتليهَا أختُها
ثمّ
يأتِي
ما يُبعثِرُ أوراقِي
ويُمزّقُ
يَوميّاتي
أضعُ كلَّ ذكريَاتي
في إطارِ
أمنِيّاتي
وأصبغُها بلونِ
الثّلجِ
وأرشُّ
عليها عِطرَ اليَاسمينِ
في زوايَا بيْتِي
أضعُ
مِزهرِيّة
لعلّها تَعبَقُ
برائِحةِ السِّنينِ
الجميلةِ
المعلّقةِ
على أزرارِ
مِعطَفي
الوردِيِّ
أمنِيّاتي أعلّقُها على
حائطِ بيتِي
الّذي بَنيْتُه
مِن شجرِ
الصّفصافِ
ونبتةِ الزّعفرانِ
أسْقيهَا كلَّ
يومٍ
مِن ماءِ
الذِّكرياتِ
الجميلةِ
التّائهةِ
في مَتاهةِ
الطُّرُقاتِ
والحَدائقِ
اليَابِسةِ المُعلّقةِ
نهرٌ من الأملِ
يَجْري
بجانِبِ شُرفتِي
الّتي تبدُو كلَّ
صباحٍ بلونِ السعادةِ
والتفاؤلِ
لكنْ كلَّ سنةٍ تتَدحْرجُ
على ساعةِ حائِطي
كلُّ عَقارِبِ
المَسَاءِ
والصّبَاحِ
لتقَعَ على أرضيّةٍ
يُزخرِفُ الزّمنُ
خطوطَهُ
على أيّامِي
فتَتَشابَه كلُّ
أحلامِي
وتتَعثّر على
عجلةِ أيّامِي
التِي تُشبِهُ
موجَ البَحرِ
المُتلاطمَةِ
على صَخرِ
الزّمنِ الضّائعِ
تَمرُّ الأيامُ وهي
بين صَريعةٍ
وميتةٍ
وجَريحةٍ
ويَتِيمةٍ
ومُفجِعةٍ
هي الأيامُ
تَمضي مِن
أعمارِنا
ولَسْنا مَن
نَعمُرُها
تَسقُطُ كأوراقِ
الخَريفِ
ونأبَى أن نتَعلّمَ
نتَذكّرُ الأحبابَ
فنَبكِي
وبسُرعةٍ نَنْسى
وكَم جنَيْنا من آلامٍ
وأحزَانٍ
وكلّ الدّنيا
درسٌ
وٱمتِحانٌ
وفِتنَةٌ
وليستْ دَار
البَقاءِ
لا خِلٌّ
سيَبْقى
ولا أمانٌ
كلُّ سَنةٍ
والعَالمُ في
نُزهةٍ غيرُ
عاديّةٍ !!
الكاتب
فريد المصباحي
1.1.2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق