عام مضى
عام مضى
وأنا أخط خواطري
في صخرة الزمن الكئيب
على الدروب
عام مضى
والقلب مني منهك
وتناثرت في ضفتيه
كل أنواع الندوب
عام مضى
وكؤوس ذكراك التي لا تنتهي
قد أترعتْ عند الضحى
وجرعتها حزنا أحاق بمهجتي
عند الغروب
وخيالك الوضاء ظل مرابطا لا ينثني
رافقت شوقي والحنين أمضني
حد الشحوب
عام مضى
والشوق يطوي في مسافات الغسق
توقاً إليك
أمشي شموخا في الورى
لكنني
رغم الجلادة أنحني
مستجديا ذاك الحنان المُؤتلق في مقلتيك
إني تعبت ولم أطق
يا سعد روحي لو غفت
في ضفتيك
أنت الذي جرحتني
لكن روحي ما بكت لجراحها
وبكت عليك
القلب مني في قوامك منشغل
والروح مني تعلقت في ناظريك
هذآ الذي عندي
شغاف لا يبارحها الهوى
ماذا لديك
وعصمت روحي أن لغيرك تتجه
سئمت ولست تنتشي
حتى تكون أسيرة
في راحتيك
عام مضى
والروح عطشي ترتقب
لا غيم يأتي في خريف لا مطر
أمشي بدرب الراحلين
ألملم ما قد تبقى
من ذكريات تنتحب فوق الأثر
لاحت طيوف الذكريات بخاطري
والقلب جاش حنينه على الثرى
ثم إنكسر
والشوق هب عواصفا تعبث
بساحات الفؤاد فلا تذر
والليل طال مكوثه في مقلتي
والقلب يرنو نحو نجمات السحر
لا برق يبرق في سماء أوحشت
لا كوكب دري يبدو لا قمر
عام مضى
والروح أنت رفيقها
في كل وقتي والفصول
أنت الربيع بسحره
من رونق الورد البهي حرمتني
ونظارة العشب الجميل
وحرمتني اني أشم نسيمك العذب العليل
وتركتني عند الصباح بلهفتي
ماج الحنين بمهجتي عند الأصيل
وخريفك المجنون جاء مهرولا
يحصد بهاء الوجه يكسوه
بالهم الثقيل
قد جرد الاغصان من أوراقها
شتت بقايا النفس
أبقاها طلول
والقلب أجدب قد تولاه الأسى
لما رماه الهجر في قفر المحول
أمطرتني عند الشتاء بوابل
ما انفك يزءر بالهطول
وصقيعك الفتاك يزحف في الدجى
يقصف نواحي النفس في الليل الطويل
لكنني رغم التوجع أنتشي
من ذكر مبسمك البهي
وأغط في عمق التأمل والذهول
يا صيفك اللهاب يحرق مهجتي
بهجيره
يا غصنك الهفهاف يزهو دائما بعبيره
ياطرفك الوسنان زاد تلألؤا
ومابه من رحمة لأسيره
عام مضى
وتدحرجت أحلام روحي فوق
سفح المستحيل
عام مضى
وشتات قلبي ضاع مني
في محطات الرحيل
عام مضى
والثغر مني باسم
وبمهجتي كتمت أنغام العويل
عام مضى
وحمامتي تستل مني دمعتي
عند الهديل
عام مضى
تهنا به في مهمه
يا صاح أنى وجهتي
أين السبيل
هلاّ بهاطلةٍ من كف فاضلة
تروي أوامي والغليل
عام مضى
واللهفة الشعواء تملأ مهجتي
يا كفك المعطاء أين حنانه
يا وجهك الوضاء أين شروقه
يا طرفك النعسان أين بريقه
يا ثغرك العذب البرود أين رحيقه
عام مضى وأنا أرفرف في فضاءات الضياع
عام مضى وأنا أفتش في المدى
عن نظرة الحب النقي
في كل وجه باسم
في كل وجه صامت
في كل وجه بائس
في كل وجه تاه في عرض البقاع
الكاتب
علي جابر الكريطي
1.1.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق