نقش على الذاكرة
كنت أشتغل محققا. حيا منتعش في راحة لا يكدرها مال. حرا، تَحْتَ سُلْطَتِي وَهَيْمَنَتِي. أرْفُضُ كُلَّ وِصَايَةٍ...
الثلاثاء 1 ماي 1990...، قررت الاحتفاظ بمذكراتي، وهذا بشكل منتظم قدر الإمكان، حيث يبدو لي وأنه الرابط الذهبي والمستند الوحيد الذي يقودني إلى حقيقتي.
لم أعد أجرؤ على التحدث عن عيشي. أسئلتي تجيب فقط على أسئلتي. كل شيء يبدو لي خارجا عن نطاقي. لا شيء يروق لي بعد الآن، كل شيء له طعم مالح ولون رمادي. لقد استحوذت علي اللامبالاة التي لا تزال تساهم في إحباط معنوياتي.
يجب أن أجبر نفسي على الكتابة بالفعل، على أن أرى بوضوح أكبر، سوابقي... فإذا تجاهلت هذا، فلن تنساني الحياة ولا ينساني البشر.
محبط، دون وجود مادي. أجوب الشوارع دون هدف...
أثناء تجوال لا شعوري في أرجاء شطوط المدينة... عثرت على محفظة نقود في ميناء المسافرين.
تعترف الأوراق بأن نينو بيرسا، مولود بقرطاج، مثلي أنا. ومهنته: محقق مثلي أنا. وأعزب مثلي أنا. ويسكن قرطاج بيرسا مثلي أنا ويبلغ من العمر أربعين عام مثلي أنا.
عاودني الحلم بعد فراق مارد بسبب الكوفيد... فعلا لقد حضر الحدث في الموعد.
الخميس 3 ماي... قررت لفترة وجيزة وقف جميع أنشطتي المهنية. حتى قرار عدم القيام بأي شيء يكلفني إجراءات من جميع الأنواع الإدارية.
غيرت هويتي... أنا الآن نينو التونسي الإيطالي...
الكاتب
عبدالفتاح الطياري
31.1.2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق